أهالي حلب يساندون الجيش بعد ترويعهم... ذبح بالسكين – إغتصابات تفاصيل ميدانية عن معارك حلب
إعلام, صحف, ن, i, J 12:40 م
تشهد أحياء عدة في مدينة حلب، معارك عنيفة بين الجيش السوري والمعارضة المسلّحة
(القاعدة)، الآتية عبر الحدود التركية والأرياف للسيطرة على المدينة. ونقل مصدر عسكري
مضطلع لموقع “tayyar.org”
أنّ الجيش السوري بدأ يحققّ تقدماً ميدانياً على الإرهابيين في بعض الأحياء والشوارع
الضيقة، مشيراً الى أنّ القوات السورية المستقدمة الى حلب خبيرة بقتال حرب الشوارع،
مؤكداً حصول إرباك بين المسلحين بعد الإنزال الجوي الناجح، ما جعلهم يطلقون النار على بعضهم بعض. ونقل المصدر عينه أنّ
عدداً كبيراً من المسلحين البالغين من عمر 16 و19 سنة بدأوا يفرون من الساحات مخلفين
وراءهم اسلحتهم، ولفت المصدر الى أنّ أهالي حلب يتفانون في مساعدة الجيش السوري سيما
بعد ترويع الناس من قبل الإرهابيبن (ذبح – إغتصابات – سرقات) في الايام الأخيرة.
ويرى المراقبون أن سيطرة الجيش السوري على مدينة حلب ثاني أكبر المدن السورية بعد مدينة دمشق ستشكّل انعطافا مهما للازمة السورية،
بعدما بقيت المدينتين الكبيرتين مؤيدة للنظام. كما أن الأحداث المتسارعة والتصعيد الميداني
يؤشر الى أن المسلحين بدأوا يتراجعون في عموم أنحاء البلاد، لا سيما بعد أخذ قرار الحسم
النهائي من قبل القيادة العسكرية وتشديد القبضة على المنافذ الحدودية.
إعدام شيخ
هذا وأقدمت مجموعة ارهابية مسلحة على
اقتحام جامع آمنة في سيف الدولة بحلب أثناء أداء المصلين لصلاة التراويح و قامت باختطاف إمام الجامع الشيخ عبد اللطيف الشامي أمام أعين
المصلين، حيث قامو بإطلاق النار داخل حرم الجامع لترويع المصلين عندما حاولوا تخليص
الشيخ من بين أيديهم لكن دون جدوى، و بعد اختطافه بساعات قليلة تمت تصفيته على يد المجموعة
المسلحة، ونقلا عن احد المقربين لعائلة الشيخ قال أنهم اقتادوه الى منطقة صلاح الدين
التي تشهد توتراً و تتمركز بداخلها عصابات الجيش الحر و قاموا باغتياله بعد أخذه الى
جامع صلاح الدين ثم رموه في حديقة سيف الدولة .
حلب
حلب مدينة تقع في شمال سوريا وهي أكبر المدن السورية ومركز محافظة حلب التي
تعد أكبر محافظات سوريا من حيث عدد السكان. تعد حلب إحدى أقدم المدن المأهولة في العالم،
فهي مأهولة منذ ما لا يقل عن أربعة آلاف عام. وتعاقبت عليها حضاراتٌ عدة مثل الحثية
والآرامية والآشورية والفارسية والهيلينية والرومانية والبيزنطية والإسلامية. وفي العصر
العباسي برزت حلب كعاصمة للدولة الحمدانية.
في العصر العثماني تنامت أهمية حلب حتى صارت ثالث أهم مدينة في الإمبراطورية
العثمانية بعد الأستانة والقاهرة. لكن مكانتها بدأت بالتراجع بعد انهيار الدولة العثمانية
بسبب انفصال حلب عن الأناضول الذي كان يعتمد اقتصادها على التجارة مع مدنه، خاصة المدن
التي كانت تابعة لولاية حلب تاريخيا كعينتاب ومرعش وأضنة ومرسين، والتي ضمها كمال أتاتورك
إلى تركيا في مطلع العشرينات، وأدت هذه القطيعة إلى كساد وتدهور كبير في اقتصاد حلب.
كما أن انفصال سورية عن العراق بفعل اتفاقية سايكس بيكو أساء أيضا إلى تجارة حلب. وتفاقم
تدهور الاقتصاد الحلبي أكثر بعد استيلاء أتاتورك على لواء الإسكندرون في أواخر الثلاثينات،
ميناء حلب الأساسي. كل هذا بالإضافة إلى جعل مدينة دمشق عاصمة لسورية ساهم في التراجع
لأهمية حلب، إلا أنها مع هذا لا تزال العاصمة الاقتصادية لسوريا، كانت حلب والريف المحيط
بها تعطي معظم الناتج الإجمالي السوري حتى نهاية الخمسينات.
أهمية حلب
تشتهر حلب بأوابدها التاريخية الكثيرة
مثل قلعتها الشهيرة، كما أن أبوابها وأسواقها من أعرق أسواق الشرق، وكنائسها ومساجدها
ومدارس العلم فيها وصناعاتها ذائعة الصيت منذ زمن بعيد، وتحمل هذه المدينة تراثاً متميزاً
في كافة المجالات العلمية والفنية والأدبية والثقافية. نظرًا للأهمية التاريخية والعمرانية
التي تتمتع بها مدينة حلب فقد اعتبرتها منظمة اليونسكو كمدينة تاريخية هامة نظراً لتنوع
وغنى التراث الإنساني الذي تشمله خاصةً وأن فيها أكثر من 150 معلماً أثرًيا هامًا تمثل
مختلف الحضارات الإنسانية والعصور. وفي العام 1986 سجلت مدينة حلب القديمة ضمن السجلات
الأثرية ووضعت إشارة على صحائفها العقارية تثبيتًا لعدم جواز هدمها أو تغيير معالمها
أو مواصفاتها حتى من قبل بلديتها إلا بعد أخذ موافقة الجهات الأثرية العالمية وسجلت
على لائحة التراث العالمي.