خطباء المساجد يدينون التفجيرين الإرهابيين..العلامة البوطي: ما يرتكبه التكفيريون من جرائم لا تقوم به الوحوش الضارية



أكد العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي أن التكفيريين هم أعداء الله ورسوله والسلف الصالح لخروجهم عن حقيقة الدين مبينا أن ما يرتكبونه من جرائم لا تقوم به الوحوش الضارية.

وقال العلامة البوطي خلال خطبة الجمعة... "إن التكفير الكيفي الذي لا عهد للإسلام به والذي تم الحكم به في أقبية الظلام إنما أريد منه تحويل الإسلام إلى منجل لحصد الرقاب الآمنة البريئة وأداة لتحويله إلى متعة تزدهي بها الأعين وتنتشي بها الأبصار إذ ترى أنهار الدماء تتدفق متعرجة بلونها الأحمر القاني بين عشرات الأشلاء ذات اليمين وذات الشمال".

وتساءل العلامة البوطي.. من أي مصدر حاقد على الله وعلى إسلامه ورسوله ابتدع الناس الذين مسخوا مسخ القردة والخنازير إسلامهم.. ومن أي مصدر من المصادر الحاقدة قضوا قضاءهم المبرم بأن تدور رحى الموت على الناس الذين شرفهم الله عز وجل بالمقام فوق هذه الأرض المباركة أولئك الذين شهد لهم رسول الله بالخيرية.

وأوضح العلامة البوطي أن الناس الذين مسخوا وأنبأنا عنهم بيان الله عز وجل جعلوا إسلامهم أعتى سلاح لتدمير الإنسان لا لشيء إلا لإشباع غريزة العتو التي يتمتع بها الإنسان دون أن يكون له فيها شبيه في عالم الحيوانات المفترسة.

وأشار العلامة البوطي إلى حديث رسول الله في الصحيح حين سأله عبد الله بن حوالة... إلى أي جهة تنصحني أن أذهب إذا ادلهمت الفتن فقال له.. عليك بالشام فإنها خيرة الله من أرضه يجتبي إليها خيرته من عباده.

وأضاف العلامة البوطي.. "من أي مصدر حاقد على الله وإسلامه بررتم لأنفسكم قتل هؤلاء الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنهم خيرة الله من عباده لا لشيء إلا لأن الله شرفهم بالسكنة في بلاد الشام وهم مؤمنون ومسلمون وقانتون والواحد منهم يظل يلفظ كلمة التوحيد حتى فاضت روحه مع هذه الكلمة".

ولفت العلامة البوطي إلى أن هناك من يخاصم في إسلامه رسول الله حين يخالف قوله الذي يقول .. من خرج من أمتي على أمتي يضرب برها وفاجرها ولا يتحاشى مؤمنها ولا يفي بذي عهدها فليس مني... كما يسفه قراره صلى الله عليه وسلم القاضي بألا يعامل الناس في الدنيا إلا على ما يظهر منهم وأن تحال بواطنهم إلى محكمة الله التي ستنعقد غدا إذا قام الناس لرب العالمين.

وذكر العلامة البوطي أنه ليس مسلما ذلك الذي يسفه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أحضر له عبد الله بن أبي بن سلول وهو أول من كان يتهم بالنفاق ثم أقبل رسول الله فصلى عليه دون أن يكفره.. مؤكدا أنه لو كان هناك من يستأهل التكفير منذ عهد رسول الله إلى اليوم ممن يعيشون في العالم الإسلامي لكان أول من ينبغي أن يكفر هو بن سلول ذاك الذي آذى رسول الله ص في أهله وشخصه.

وبين العلامة البوطي أن المسلم لا يكون إسلامه عبر مخاصمة السلف الصالح المتمثل في التابعين وتابعيهم وبقايا الصحابة الذين كانوا باقين معهم مشددا على أننا نعتز باتباع سلفنا وعلى خطاهم نسير.

وقال العلامة البوطي.. "لقد ظهرت الفرق الإسلامية الجانحة الشاذة في بعض من معتقداتها كالجهامية والمرجئة والحشوية والقدرية والمعتزلة والخوارج" متسائلا هل في السلف الصالح من كفر فيهم واحدا أو حرك لسانه بتكفير خارجي أو جهمي أو مرجئي.. وفي هذا السياق أدرج العلامة البوطي قول علي بن أبي طالب كرم الله وجهه حين سئل عن هؤلاء الخوارج الذين يقاتلونه وحكمهم فقال عنهم...إخواننا بغوا علينا.. مؤكدا أن تحليل القصة يتمثل بأنه ليس على وجه الأرض حيوان أشرس في أصل خلقته ونشأته من الإنسان وإنما يروضه شيء واحد هو الدينونة لله سبحانه وتعالى مبينا.. ان غابت حقيقة الدينونة فإن التجمل بها لا يفيد واصطناع المظاهر لها لا يغني وبناء المآذن الباسقة لا يرضي الله سبحانه وتعالى.

وطالب العلامة البوطي أن يجيب كل إنسان عن سؤال أساسي بينه وبين نفسه وهو .. هل يمكن أن نرى حيوانا من السباع الضارية مهما طالت أنيابه ومهما اخضلت بالدماء مخالبه يقتل الفريسة الأولى ثم الثانية ثم الثالثة ثم الرابعة إلى أن يصبح عدد الفرائس 55 فريسة ثم يقبل ذات اليمين وذات الشمال فيجرح هذه ويلطم تلك حتى يبلغ الجرحى الذين ينتشرون عنه يمينا وشمالا المئات.. متسائلا أيمكن لحيوان ضار مهما بلغت به الضراوة أن يفعل هذا.

خطباء المساجد يدينون التفجيرين الإرهابيين بدمشق

وأدان علماء وأئمة وخطباء المساجد في خطبهم بصلاة الجمعة في المحافظات اليوم التفجيرين الإرهابيين اللذين تعرضت لهما دمشق أمس وذهب ضحيتهما عشرات المواطنين السوريين الأبرياء مؤكدين ان ما تقوم به المجموعات الإرهابية المسلحة ينافي ما نص عليه القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وكل القيم والاديان والشرائع السماوية والقوانين الوضعية.

وبينوا أن أهداف هذه التفجيرات الارهابية باتت مكشوفة للجميع وهي ثني سورية عن مواقفها الثابتة في وجه المؤامرات التي تحيكها الولايات المتحدة والاحتلال الصهيوني ومن ينفذ مخططاتهما مشيرين إلى ان سورية تقدم أرواح ابنائها ثمنا لتلك المواقف وإلى أن هناك أطرافا وجهات خارجية تستهدف النسيج الوطني والاجتماعي والديني لسورية للنيل من وحدتها الوطنية ودورها الوطني والقومي في الدفاع عن حقوق الوطن والامة.

ودعا علماء وأئمة وخطباء المساجد علماء الأمة للوقوف ضد الفتاوى التحريضية والتكفيرية التي تبيح للتنظيمات الإرهابية القتل والتدمير والتخريب لافتين إلى أن هؤلاء ارادوها فتنة وخرابا فجعلها الشعب السوري بوعيه وحدة وطنية والتفافا حول قيادته الحكيمة وسلما وامنا واصلاحا.

وأكدوا أن سورية ستبقى الدولة العصية على المؤامرات والمتآمرين ولن يتمكن أحد من اختراق صمودها مهما عظمت التحديات ومهما حاول الاعداء اذكاء نار الفتن بين أبناء الأمة الواحدة وأن هذه الاعمال الإرهابية والمؤامرات الامبريالية ستزيد السوريين تصميما على الصمود والدفاع عن حقوق الشعب والأمة مهما بلغت التضحيات.

أخبار ذات صلة



0 التعليقات for خطباء المساجد يدينون التفجيرين الإرهابيين..العلامة البوطي: ما يرتكبه التكفيريون من جرائم لا تقوم به الوحوش الضارية

إرسال تعليق

أدخل بريدك واشترك معنا بالنشرة الإخبارية:


.

syria a2z news (c) 2011 All Rights Reserved