مصر في عيون أوروبا "همجية"..والثورات العربية خططتها أمريكا
إعلام, مواقع, ن, i, J 5:05 م
احتلت ثورات الربيع العربي أهمية كبرى في مؤتمر "صورة مصر في الأدب
العالمي" الذي ينظمه مركز اللغات الأجنبية والترجمة بجامعة القاهرة، فقد ناقشت
الباحثة مهجة مصطفى من جامعة حلوان كتاب "ثورات الربيع أم خريفها: الوجه الخفي
للثورة التونسية" للممفكر والفيلسوف التونسي المازري حداد الذي يعرض لفكرة أن
الثورات العربية ليست عفوية، بل مخطط لها منذ زمن بعيد وأن الأخطر من الديكتاتورية
هو الفوضى، التي تقود في النهاية إلى عودة الاستعمار.
هذه الثورات كما يقول حداد خُطط
لها في أمريكا، وتم الإعداد لها في صربيا، لاستخدام الطرق الشرعية والقانونية والسلمية،
حيث يقدم مركز تطبيق النضال السلمي في صربيا 199 طريقة للنضال السلمي.
ويعلق الكاتب على أن الثورة التونسية
والمصرية دفعت بتيارات الإسلام السياسي إلى السلطة، ومن المفارقات برأيه أن هذه التيارات
لم تعلن مقاطعتها لإسرائيل، ويحذر حداد عبر كتابه الشباب العرب بألا يلتفتوا لديمقراطية
الإسلاميين للحفاظ على وحدة الأمة، قائلاً أن لنا في العراق نموذجاً حيث أصبح يخلو
من المسيحيين إلا أن الصراع متأجج بين المسلمين السنة والشيعة.
هاجم الكاتب كذلك قناة "الجزيرة"
القطرية، ووصفها بأنها لم تكن يوماً محايدة أو معبرة عن رغبات الشعوب المتطلعة للحرية،
بل هي تبث كل ما يخدم أغراضها، كما أنها وفق كتاب المازري حداد تبث الفرقة بين التيارات
الفلسطينية، حتى أن صائب عرقيات اتهم فضائية الجزيرة في 26 يناير 2011 أنها تنفذ مخططات
إسرائيل، وأنها أشعلت الثورات تنفيذاً للتدخلات الأمريكية التي تأججت بفضل قناة الجزيرة.
ويرى حداد أن الوضع في ليبيا تصاعد
إلى هذا الحد، نتيجة رغبة امريكا في إقامة قواعد عسكرية لها ولإسرائيل، بعد أن رفضت
البلدان الإفريقية السماح لهم بإقامتها.
من قسم اللغة الألمانية بجامعة
حلوان تحدثت الدكتورة منار عمر عن أيقونات الحرية، هؤلاء الذين ضحوا بأنفسهم، من أجل
بلادهم، والذين يصبحون بعد ذلك أيقونات للثورة مثل بوعزيزي في تونس، وخالد سعيد في
مصر، وحمزة الخطيب في سوريا، وترى أن الذي يجمع بين هذه الشخصيات هو عدم انتمائهم إلى
أية جماعة سياسية، ولكونهم ليسوا مثيري الشغب، واعتبارهم شخصيات يمكن التماهي معها.
من تونس أوضح الباحث مجدي فارح
في كلمته أن أدب الرحلات الأوروبي كان يركز على ضرورة امتلاك مصر، وكأن المستشرقين
كانوا يمهدون بكتاباتهم عن مصر للاستعمار، ويدلل على ذلك بأن أغلب المستشرقين لم يكونوا
سوى ملحقين بوزارة الخارجية، حيث أعد الرحالة خرائط مفصلة عن مصر تصف تفصيلاً الأماكن
التي يسهل على جيوش بلادهم القدوم منها.
كذلك حاول أغلب الرحالة حصر صورة مصر في الاستبداد والهمجية، حتى أن بعضهم
تعمد عدم الحديث عن شيوخ الأزهر والعلماء، كما خلط بعضهم عمداً بين الدراويش والفقهاء
في مصر، أيضاً كانت صورة المصري لدى الغرب الأوروبي أنه غير عقلاني وطفولي، في مقابل
استقامة الأوروبي ونضجه، ويرى الباحث أن استعلاء أوروبا على مصر وصل إلى درجة ان اوروبا
كانت تستدعي السفراء من مصر قبل سن الخمسين، حتى لا يرى الشرقي الأوروبي وقد دب في
وجهه علامات الشيب والوهن.
من جانبه أوضح د.حسن حنفي أن مصر
لها أهمية كبرى عند أوروبا، فهي مدخل للشرق ومدخل إلى إفريقيا، ومعلمة اليونان، هي
بلد التصوف وحاملة لواء النهضة الحديثة في الوطن العربي، وعرض حنفي في ورقته مشروع
الفيلسوف الفرنسي ليبينتز لغزو مصر، حيث شعر أن من يستولى على مصر يستولى على العالم
بأكمله، لذلك رأى ليبينتز أن مصر هي الرابطة الجوهرية بين الشرق والغرب والشمال والجنوب،
فذهب إلى ملك فرنسا لويس الرابع عشر وترك له رسالة يبين له فيها أهمية مصر ويقنعه بضرورة
استعمارها، حينها كانت فرنسا مشغولة في حروب مع هولندا والبرتغال، فأقنع الفيلسوف ليبنتز
ملك فرنسا بأن خوضه لحروب مع المسيحيين سيستعدي عليه اوروبا، فلماذا لا يستولى على
مصر فهي الطريق إلى آسيا والهند، والطريق إلى إفريقيا، كما أن دفاعها ضعيف، والأتراك
مشغولون بالسيطرة على شرق أوروبا، ولن يأتوا دفاعاً عن مصر.
يواصل الفيلسوف في رسالته إلى
ملك فرنسا: تستطيع استعمال الخداع بأن تتجه بالأسطول الفرنسي إلى مالطة وتكريت، ويظن
الناس أنك ذاهب لاحتلال هاتين الجزيرتين، أو أنك ذاهب إلى تونس أو الجزائر أو ذاهب
لتحرير شرق أوروبا من الاستيلاء التركي عليها، بينما أنت ذاهب لغزو مصر.