سوريا حاضرة في الأمم المتحدة وقادة العالم يخشون النتائج العكسية لحربهم




يستمر الحدث في نيويورك، انما ليس على صعيد ما يقال او ما يحصل في اجتماعات الامم المتحدة، بل ما يدور في الاروقة والكواليس، حيث تسجل عدسات المراقبين الكثير من اللقاءات الجانبية على هامش الاعمال الرسمية والمعلنة.


 ويكشف في هذا السياق مصدر اعلامي مشارك أن معظم لقاءات الكواليس تتمحور حول مستقبل الاوضاع في سوريا باعتبارها ابرة البوصلة التي تحدد المسار العام في الشرق الاوسط، لاسيما بعد ان انكفأت الاهتمامات الدولية بهذا الملف لعدة اسباب ليس اولها ان الوقت المتبقي للادارتين الاميركية والفرنسية والفاصل عن بدء الحملات الانتخابية الرئاسية، لم يعد كافيا لاسقاط نظام الرئيس بشار الاسد، ولا آخرها الخشية من النتائج العكسية التي بدأت تتبلور لمصلحة النظام، مرورا باستعادة النظام السوري للمبادرة بشكل قاطع، وانتقاله من موقع الدفاع إلى موقع الهجوم القائم على مبدأ تنفيذ العمليات الامنية الواسعة النطاق من جهة، والانتقال إلى تنفيذ خطة اعلامية معاكسة بدأت نتائجها تظهر على اكثر من صعيد ابرزها انخفاض نسبة المشاركة في التظاهرات، والقدرة على حصر التوتر الامني في مدينة حمص وبعض القرى النائية، وبالتالي ابعاد الكأس المرة عن العاصمتين السياسية دمشق والاقتصادية حلب، فضلا عن الابقاء على تماسك القوى الامنية من دون خروقات تذكر.


 وانطلاقا من هذه المعطيات، تؤكد المصادر عينها ان ما رشح من مداولات حول الاوضاع الداخلية السورية، يناقض كل ما يشاع او يقال حول وضع النظام. فالنتائج المحققة، اقله حتى هذه المرحلة، صبت نوعا ما في خانة مصلحة النظام، اسوة بالعقوبات التي فرضت في وقت سابق على ايران حيث عمدت الاخيرة إلى رفع مستوى جهوزيتها العسكرية، كما تمكنت من زيادة انتاجها النفطي لتسد العجز الذي كانت تغطيه عبر الاستيراد، فاذا بها تصبح من الدول التي لديها فائض، اضافة إلى تنشيط الدورة الصناعية والزراعية بما حرم الغرب الكثير من المكتسبات التجارية. وبالتالي فان الخشية من نتائج مماثلة في سوريا تكبر وتزداد. فالنظام استفاد من الضغوط الممارسة عليه بشد قبضته الامنية والاستخبارية وتفعيل دور اجهزة الامن والاستطلاع. كذلك تمكن من المحافظة على اوراقه كاملة في العراق، ومن شد قبضته على الورقة التركية من دون ان يستخدمها كاملة حتى هذا الوقت، وكذلك من المحافظة على نوعية انتشار الجيش السوري بحيث بقي على جهوزيته على الحدود السورية الاسرائيلية، فضلا عن المزيد من الالتصاق بايران وسياساتها الخارجية والمحورية. كما فرض طوقا امنيا على الحدود مع الخارج وسد كل المعابر التي كان يتدفق منها السلاح، فضلا عن تنفيذه لما اطلق عليه الجيش السوري عملية السوار النحاسي، وهي عملية امنية نوعية موجهة ضد المسلحين في مدينة حمص، بحيث اقفل كل مداخلها ومخارجها وتمكن من عزلها بشكل كامل عن محيطها وعن المصادر التي تمد المسلحين بالعتاد.


 ويؤكد المصدر الذي شارك في اكثر من لقاء جانبي انه سمع اكثر من تحذير حول النتائج العكسية، فعلم الاستراتيجيا يوكد ان كل حرب امنية او استخبارية او حتى سياسية لا تحقق اهدافها المعلنة، تعني خسارة من اعلنها.


 وطالما ان الحملة السياسية والامنية والدبلوماسية المعلنة على سوريا لم تحقق ايا من اهدافها حتى الساعة فيصح القول ان الرابح هو النظام، وذلك حتى اشعار آخر.

أخبار ذات صلة



0 التعليقات for سوريا حاضرة في الأمم المتحدة وقادة العالم يخشون النتائج العكسية لحربهم

إرسال تعليق

أدخل بريدك واشترك معنا بالنشرة الإخبارية:


.

syria a2z news (c) 2011 All Rights Reserved