عون :حرية المعتقد الديني متاحة في سوريا..وإسقاط النظام لن يكون لا في مصلحة المسلمين ولا المسيحيين
ن, i 11:38 ص
اعتبر رئيس تكتل "الإصلاح والتغيير" العماد ميشال عون،إن سقوط النظام في سورية ليس في مصلحة المسيحيين والمسلمين على حد سواء، مشيرا إلى أن الحل الوحيد هو التغيير والاستقرار.
وقال عون في مقابلة مع وكالة "يونايتد برس انترناشونال"، رداً على سؤال يتهمه به البعض بأنه لا يترك للمسيحيين هامشاً من الحرية في حال سقط النظام في سوريا "بالعكس تماما، إذا سقط النظام السوري لن يكون هناك هامش، ما أراه إيجابيا هو أننا نساهم بخلق الأجواء السليمة لإجراء تعديلات وتغييرات في سورية مع المحافظة على الهدوء فيها وهذا هو الحل".
ولفت إلى "أن الحل العنفي وإسقاط النظام لن يكون لا في مصلحة المسلمين ولا المسيحيين، وليس هناك مائة حل جيد بل حل واحد جيد، التغيير زائد الاستقرار، فالتغيير من دون استقرار هو عنف ودم وفوضى، والاستقرار من دون التغيير هو حكم ديكتاتوري قاتل".
وأشار عون إلى "إننا أيدنا إجراء التعديلات الدستورية لخلق جو ديمقراطي حر في سوريا"، منوها بتجاوب الرئيس بشار الأسد، وقال "رأينا أنه لا يمكن أن نكون مع الفوضى. إذا كان الحل السلمي متاحاً فلا يمكننا تأييد الحل عبر البندقية، فالبندقية هي ضد عدو محتل، ومهما كانت نوعية النظام عندما يقبل بالتعديلات فإننا سنؤيد". وتابع : "إننا في المشرق نؤيد النظام العلماني والدولة الحديثة التي تسمح بحرية المعتقد والتعبير، وحرية المعتقد متاحة في سوريا ويمارسها الجميع، لكن هناك بعض النقص في حرية المعتقد السياسي، وهذا ما سيتلافاه النظام عبر التعديلات الدستورية والتعددية السياسية والحرية الاقتصادية، وتشكيل الأحزاب وحرية الإعلام والمعتقد والأديان".
وعن التخوف على مستقبل المسيحيين في المنطقة، قال عون "أخاف من الانتقال إلى الفكر الديني الواحد الذي ينتج فكراً سياسيا أحاديا"، مشيرا إلى "ان المنطقة العربية تعيش اليوم مخاضاً عسيراً مع حركات أصولية ترفض الحريات السياسية وتعتبر الديمقراطية ضد الشريعة، وهي الأكثر تنظيماً من بقية المعارضة، من هنا يأتي عدم الاستقرار في تونس ومصر، اللتان لم تستقران بعد على توجه سياسي واضح ومريح ومطمئن".
وقال العماد عون في جواب عن مدى تلاقي مواقفه ومواقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي حيال مستقبل المسيحيين إن "البطريرك الراعي هو الذي أعد للسينودوس من أجل لبنان عام 1995، وكان أساسيا فيه، وفي السينودوس من أجل المشرق في العام 2010، كما أن الفكر البابوي حالياً وخلاصات هذا السينودوس تتعلق بالتشبث بالأرض وبالمواطنة، مع تناغم وتلاق مع مختلف مكونات المجتمع والسير به صعداً باتجاه دولة حديثة وديمقراطية"، مشيراً إلى أن "التجارب تدل على أن عدم الاستقرار والأفكار المتطرفة يؤديان إلى النتيجة عينها، وهذا ما حدث في فلسطين والعراق وما المانع في أن يحدث في أي بلد آخر في حال عمت الفوضى؟".
وقال عون، في تقييم علاقته الحالية مع أميركا والغرب بعد صِلاته بسوريا وحزب الله "لديهم أهداف إستراتيجية تتناقض مع وجودنا وليس مع مصالحنا فقط..إن ما يفعله الغرب يقودنا إلى أسئلة مثل لماذا تضرب سوريا أو المقاومة في لبنان؟".، وتابع "يريدون ذلك لتثبيت وضع إسرائيل الاغتصابي في فلسطين، إسرائيل التي طردت شعباً بكامله من أرضه. لذلك وقع التناقض بيننا فنحن ندافع عن وجودنا وهم يدافعون عن مصالحهم. إذا مشينا في سياساتهم فسوف ننقرض. هم لا يهمهم وجود شعوب أو نسيج اجتماعي سياسي مختلط، ونحن نحيا في أرض هي مهد الديانات الثلاث المسيحية واليهودية والإسلام، ولكي يبرروا عنصرية إسرائيل يريدون القضاء على مجتمعاتنا".
وتساءل "ما هي الضمانات التي يمكن أن يعطينا إياها الغرب خلال قيادته للتغيير في البلاد العربية؟ إن تصرفاته لا تنم عن مسؤولية"، مضيفاً أن الغرب يضع الناس فيها "في خانة الموتى والمهجرّين".
وفيما إذا كانت علاقته بسوريا وحزب الله هي سبب سوء علاقته مع الغرب، قال عون "لست على علاقة سيئة مع الغرب، أنا لا أقوم بضرب مصالح فرنسا أو أميركا. نحن تعلمنا في مدارسه وجامعاته وعشنا فيه ردحاً، نحن لا ننتقد الشعوب الغربية بل الإدارات. إنني أدافع عن نفسي في هذه البلاد ،لا بل نحن نبحث عن صداقتهم، ليكفوا شرّهم عنا". وقال عون رداً على سؤال عن الدور التركي المتجدد في العالم العربي والمشرق عبر الثورات "إنها محاولة تتريك جديدة أو تجديد الحالة العثمانية التي انتهت بعد الحرب العالمية الأولى، وهذه كانت مرحلة ظلامية بالنسبة لنا، عمّ فيها الجوع والاستعباد والاضطهاد الديني"، ولفت إلى أن السياسة العثمانية "كانت من أهم العوامل التي ضربت التعايش الإسلامي – المسيحي، حيث استولت تركيا العثمانية على البلاد العربية ونقلت الخلافة إلى اسطنبول، وحتى تظهر نفسها أكثر إسلامية من العرب اضطهدت غير المسلمين".