لافروف: النظام السوري يتمتع بدعم شعبي وعسكري
سياسة, ن, i, P 6:25 ص
انتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وسائل الإعلام التي تكتفي بـ"نشر
الكليشيهات البدائية السوداء والبيضاء" عن الأوضاع في سوريا، داعياً إياها إلى
التساؤل "كيف يتمكن نظام من البقاء في السلطة من دون دعم شعبي لأكثر من عام، بالرغم
من العقوبات الكثيفة.
واضاف متسائلاً لماذا صوّتت الغالبية لصالح مسودة دستور طرحتها السلطات؟ لماذا،
بعد كل ما جرى، يبقى معظم الجنود السوريين أوفياء لقادتهم؟ إذا كان الخوف هو التفسير
الوحيد، فلماذا فشل في مساعدة الحكام المستبدين الآخرين؟".
وكتب لافروف مقالاً مطولاً في صحيفة "هافينغتون بوست" الأميركية،
أوضح فيه سياسة موسكو إزاء التغيرات في المنطقة العربية، وسوريا خاصة، حيث حذر فيها
من محاولات "صياغة واقع سياسي" إقليمي عبر دعم الفصائل المسلحة من المعارضة
السورية وتجاهل الشريحة الموالية من السوريين، ستؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة، مطالبا
بـ"توحيد" الجهود الدولية حول سوريا، بالتناغم مع خطة كوفي أنان، ومجددا
دعوة موسكو إلى عقد مؤتمر دولي حول سوريا، أولويته وقف العنف في سوريا تمهيدا لحوار
سياسي داخلي.
وفيما حمل لافروف النظام السوري "المسؤولية الأساسية" عن الأزمة التي
تسيطر على البلاد تعود إلى الحكومة التي فشلت في اتخاذ مسار الإصلاح في الوقت المناسب،
إلا أنه انتقد دولا مثل السعودية "تريد إعطاء دروس في الديموقراطية" لدمشق.
وقال ان "الأوضاع تتطور بشكل سريع، ما يزيد من أهمية توحيد جهود القوى
التي تتمتع بتأثير كبير على المنطقة، بدل أن يدفع كل منها نحو اتجاه مختلف".
وأكد لافروف "لقد صرحنا مرارا بأن روسيا ليست مدافعا عن النظام الحالي
في دمشق، وليس لديها أي أسباب سياسية، اقتصادية أو من طبيعة أخرى، لم نكن يوما شريكا
تجاريا واقتصاديا أساسيا لهذا البلد.
وأشار لافروف إلى أن سوريا "ليست في أسفل لائحة" أداء الدول العربية
في مجال "احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية"، واصفا إياها بأنها تتمتع
"بمستوى حريات مدنية أعلى بكثير من بعض الدول التي تحاول الآن إعطاء دروس في الديموقراطية
لدمشق"، في إشارة إلى السعودية.
ورأى وزير الخارجية الروسي أنه "من الواضح لنا، ولأي شخص يمتلك معلومات
كافية عن سوريا، أن الدفع في اتجاه إطاحة فورية لبشار الأسد، بعكس تطلعات شريحة واسعة
من المجتمع السوري... سيعني إغراق سوريا في حرب أهلية دموية. على اللاعبين الدوليين
المسؤولين أن يساعدوا السوريين على تفادي هذا السيناريو لجلب إصلاح تطوري لا ثوري للنظام
السياسي السوري عبر الحوار الوطني بدل أساليب الإكراه من الخارج".
واعتبر لافروف أن محاولة تغيير النظام في دمشق كجزء من لعبة جيوسياسية إقليمية
أوسع. هذه المخططات تستهدف إيران من دون شك، تمارسها أميركا والناتو والكيان الاسرائيلي
وتركيا وبعض دول المنطقة، التي تسعى إلى إضعاف مواقع إيران الإقليمية".
وحذر لافروف من أن "تغذية الصراع الداخلي في سوريا"، قد تؤدي إلى
"فقدان السيطرة على الحدود السورية - الإسرائيلية، تأزم الوضع في لبنان ودول أخرى
في المنطقة، وقوع أسلحة في الأيدي الخاطئة بما يشمل التنظيمات الإرهابية، وربما ما
هو أخطر من كل ذلك أي تفاقم التوترات والتناقضات بين الطوائف في العالم الإسلامي".