الوفد الإعلامي المصري: سوريا أسقطت مقولة الصورة لا تكذب
الأخبار المحلية, ن, i 10:03 ص

شهدت سوريا خلال الفترة الماضية توافد الكثير من الباحثين العرب والأجانب, إضافة إلى وفود إعلامية قدمت للتأكد حقيقة الوضع والشارع السوري, والتي كانت تخرج بانطباع واحد هو أن سوريا بخير.
حيث أكد عدد من الباحثين والصحفيين المصريين أن ما يبث حول الأوضاع في سوريا من أحداث مختلقة ووقائع مخالفة للحقيقة يثبت أن الإعلام يشهد فوضى غير مسبوقة وغيابا لأخلاقيات وميثاق المهنة حيث أصبح أداة بيد قوى تتحكم به وتوظفه خدمة لتوجهاتها الايديولوجية والسياسية أو لتنفيذ تعليمات أو ارتباطات خارجية.
وقال مدير مركز فجر للدراسات الاستراتيجية بالقاهرة حسين معلوم لوكالة سانا إن مايبث حول الاوضاع في سوريا يؤكد كذب الصورة لإنه يتم بث وقائع مختلقة بغية توظيفها لتوجهات تلك الوسيلة الاعلامية ومموليها ولعل التعاطي الإعلامي الغربي وبعض القنوات العربية يمكن اعتباره مثالا صارخا على التوجيه السياسي لها حيث تلجأ تلك القنوات إلى تضخيم أحداث صغيرة للنيل من سوريا وقيادتها بينما يتم التجاهل التام لوقائع تمثل دعما لهذه القيادة وتظهر التأييد لها.
وأوضح معلوم أن مقولة الصورة لا تكذب سقطت حيث بات من المؤكد أن الصورة التلفزيونية التي تحاول وسائل الإعلام تقديمها بوصفها مرآة للواقع وبأنها تقوم بدور الناقل الموضوعي لما يجري من أحداث هي ضرب من الخداع لأنها في الحقيقة معنية أساساً بصنع وتقديم واقع تلفزيوني مشروط باعتبارات أيديولوجية وسياسية واقتصادية.
ورأى معلوم أن كثيراً من الصور التي تقدمها وسائل الإعلام إنما تخضع لمصالح منتج الخبر ورؤيته السياسية والأيديولوجية ومحاولته التأثير في الأحداث عبر الصورة التي يقدمها مدعيا بأنها حقيقة ما يجري في الواقع وهو ما يمكن أن نطلق عليه الاختراق الإعلامي.
بدوره أكد محمد الفوال نائب رئيس تحرير صحيفة الجمهورية ان بعض وسائل الاعلام الغربية تشهد بكل أشكاله فوضى غير مسبوقه حيث غياب الالتزام باخلاقيات وميثاق المهنة و تتداخل الاهواء والخلافات والصداقات في المحتوى والمضمون للرسالة الاعلامية وتوجيهها لخدمة أهداف خاصة أو تنفيذ التعليمات أو ارتباطات خارجية.
وقال الفوال إن هذه الفوضى لم تنشأ عقب ما جرى في مصر وتونس بل كانت موجودة بشكل أو بآخر لكنها الآن أخذت في الاتساع بشكل مخطط لتوجيه الجماهير في اتجاه بعينه أو الإيحاء بأحداث ليست حقيقية ويمكن أن نرى في تغطية بعض القنوات لاحداث سوريا نموذجا حيا حيث يتم تضخيم أحداث أو استخدام صور قديمة أو لقطات من أماكن اخرى للايحاء بواقع مجاف لحقيقة ما يحدث في سوريا وتنشر ما هو سلبي فقط وتضخمه بينما تتجاهل تماما الأحداث الايجابية .
وأوضح الفوال أنه حدثت وقائع في مصر تمثلت في نشر إحدى الصحف الخاصة لوقائع قديمة من أماكن غير مصرية والقول بأنها مصرية وتم كشفها من قبل قراء الفيس بوك وأوضحوا كيف انها منقوله من صحف عربية لأحداث في بلد آخر.
من جهته أشار الكاتب الصحفي مصطفى عمارة إلى أن الحرية الاعلامية تحولت إلى فوضى لدى الكثير من الوسائل الإعلامية العربية وتحقيق أجندات خاصة لبعض التيارات أو الاحزاب وأحيانا كثيرة لصالح بعض الدول.