مراقبون: سوريا لم تستخدم كل أوراقها والحشد الخليجي ضدها سيضر بدول الخليج أولا
قضايا, ن, i 3:18 ص
تعقد جامعة الدول العربية اجتماعاً استثنائياً اليوم على مستوى وزراء الخارجية بطلب من مجلس التعاون الخليجي لـ"البحث في تطورات الأوضاع في سوريا".
وفي هذا الإطار، أشار مراقبون أن الدعوة الخليجية إلى الاجتماع تأتي في سياق "الضغط" الذي تمارسه دول خليجية على القيادة السورية، بهدف سحب بعض الأوراق الإقليمية منها، ولا يتعلق الأمر بـ"حرص" خليجي على سوريا وشعبها، والسوريون يدركون هذه الحقيقة.
وأضاف المراقبون، أن الدول الخليجية التي دعت لهذا الاجتماع تدرك جيدا أن سوريا ليست ليبيا، وأن دعوتهم هذه لا تتجاوز كونها "تطاول سياسي" على دمشق، حيث تتولى هذه الدول الآن الضغط على سوريا استجابة لدعوة أميركية أوروبية بعد الإحباط الذي أصيب به الطرفان في مجلس الأمن مؤخرا.
وأكد المراقبون أن المفارقة التي لايمكن أن تمر على أحد هو أن هذه الدول الخيجية التي تدعو سوريا من وقت لآخر لـ"تطبيق الإصلاحات" وغيرها لا يمكنها أن تقدم نموذجا في هذا السياق، وأن هذه الدول لاتملك حتى دساتير أو حياة سياسية وبرلمانية أو تعددية حزبية، لافتين إلى أن البعض اعتبر، على سبيل المثال، السماح للمرأة السعودية بالتصويت "إنجازا ديمقراطيا" في حين أنه يعكس حجم المأساة التي تعانيها المرأة السعودية والمرأة في أكثر من دولة خليجية بالنظر إلى أنه يمنح في عام 2011 أي بعد مضي حوالي ما يقارب نصف قرن على امتلاك المرأة في سوريا ودول متحضرة أخرى هذا الحق، وكذلك الأمر بالنسبة للحياة الدستورية والسياسية، والأهم، على حد تعبيرهم، هو الحياة المدنية التي تعرفها سوريا قبل أن تتعرف هذه الدول الخليجية على معنى المدنية.
وفي السياق ذاته، أكد المراقبون أن هذه الدعوة تأتي من دول تعاني ذاتها من اضطرابات، كما في البحرين والسعودية، وتشهد بعض مدنها احتجاجات مستمرة تقوم السلطات بالرد عليها بعنف مستخدمة أسلحة محرمة دولية، بحسب التسريبات، وكان الأجدر بهم تحقيق الإصلاحات في مجتمعاتهم وعدم استخدام الأوضاع في سوريا للتغطية على الأزمات التي تعيشها هذه الدول الخليجية.
وخلص المراقبون إلى أنه بعد ما تكشف عن قيام جهات خليجية بتسليح إرهابيين وإدخالهم إلى سوريا ومدهم بالمال والسلاح، فإن استمرار محاولات التطاول على سوريا ستنعكس سلبا على الوضع الإقليمي بلا شك، والأهم من ذلك أنها ستنعكس سلبا على الأوضاع الداخلية في الدول ذاتها التي تسيء لسوريا، وأن سوريا تمتلك الكثير من أوراق الضغط التي لم تستخدم أيا منها حتى الآن لكونها تعتمد دبلوماسية هادئة ترتكز إلى رؤية استراتيجية في كافة الملفات ولا تقوم على مجرد تحركات تكتيكية هنا أو هناك.