مطلوبون للعدالة سلموا أنفسهم بعد الإعلان عن اعترافات الهرموش
الأخبار المحلية, ن, i 4:06 ص
شكل ظهور الضابط المنشق حسين هرموش على شاشة التلفزيون العربي السوري صدمة للمعارضة السورية بشقيها السلمي والمسلح، فانتشرت التحليلات والتعليقات التي تحاول جاهدةً رسم سيناريوهات لعملية القبض على الهرموش، فالبعض رأى أن قضية ظهور الهرموش مقبوضاً عليه هي عملية نوعية للمخابرات السورية، فيذهب تحليل ليقول أن المخابرات التركية تعاونت مع المخابرات السورية بعيداً عن أعين نظام أردوغان وقدمت الهرموش على طبق من فضة لدمشق، في حين يذهب تحليل آخر ليقول أن لعبة سحب الأوراق التي ابتكرها السوريين وكانوا أسياد من لعب بها كانت سبب القبض على الهرموش حيث استبدل السوريون ضابطاً استخبارات تركي كان قد قبض عليه في العمليات النوعية التي قادها الجيش في جسر الشغور بالهرموش المطلوب للقضاء العسكري السوري، ويذهب تحليل آخر ليقول أن القبض عليه كان بعملية للمخابرات السورية التي تمكنت من استدراجه من داخل الأراضي التركية من دون الاستعانة بأي أطراف تركية، في حين ذهب تحليل آخر ليقول أن الهرموش سلم نفسه طواعية للسلطات السورية ليحظى بحكم مخفف بعد أن أيقن أنه خسر كل شيء.
جميع هذه التحليلات لا تحمل أية قيمة في ظل غياب أي تفاصيل صادرة عن السلطات السورية والتي تشتهر بتكتمها عن تفاصيل أمنية من هذا النوع لأنها ترى في هذه التفاصيل أيضاً ورقة تستثمر في وقت مناسب، ولطالما أطلق مسؤولون سوريون عبارة أشتهروا بها في أزماتهم: الرد سيكون في المكان المناسب والزمان المناسب.
وبالفعل فإنهم أثبتوا أن لديهم الكثير من الأوراق التي بدؤوا بفردها مؤخراً من الهرموش إلى الجاسوس المشارك بعملية اغتيال مغنية.
ومهما اشتد سعير الاتهامات وكثرت التحليلات حول عملية القبض على الهرموش فلن يعير النظام السوري اهتماماً لكل هذا الصخب والضجيج وسيكتفي بأنه قبض على الهرموش بالمكان المناسب والزمان المناسب، ولكن هل اعتقال الهرموش كان نهاية المطاف؟
بالتأكيد لا.
معلومات حصل عليها موقع شوكوماكو تفيد بأن عدد كبير من المسلحين وأعضاء في تنسيقيات ومشاركين في تظاهرات شهدت أعمال تخريب قد قاموا بتسليم أنفسهم للسلطات المختصة عشية الإعلان عن بث اعترافات للضابط المنشق حسين هرموش وقد كانت أسباب عديدة وراء تسليمهم لأنفسهم أهمها أملهم في الحصول على حكم مخفف جراء تسليم أنفسهم وتقديمهم معلومات عن أشخاص مطلوبين للعدالة، كما قام بعض من سلموا أنفسهم طواعية بتسليم مقاطع فيديو للأجهزة المختصة تظهر وجوه قيادات في التنسيقيات إضافةً إلى بعض التسجيلات الصوتية التي تؤكد التعامل مع أفراد من دول عربية.
وفي محافظة حمص التي شهدت أعمال عنف دامية قام بها مسلحون فقد قام أهالي الفاخورة بتسليم عدد من المطلوبين بالإسم من حيهم بعد أن تم تصوير وجوههم وهم يطلقون النار على السيارات العامة والخاصة التي تمر بدوار الفاخورة، كذلك قامت مجموعة من حي جب الجندلي بتسليم نفسها بعد أن أعلن الجيش أسمائهم عبر مكبرات الصوت فبدؤوا بتسليم أنفسهم طواعية، وفي حي النازحين توجهت مجموعة من هذا الحي إلى الأجهزة المختصة وسلموا أنفسهم معلنين أنهم كانوا من تواصل مع مقربين من الضابط الفار حسين هرموش والذين انقطعت الإتصالات معهم بعض الإعلان عن القبض على الهرموش عبر العديد من المواقع ولكنهم قطعوا الشك باليقين بعد الاعلان عن بث اعترافاته فقررت المجموعة تسليم نفسها والحصول على أحكام مخففة بعد تزويد الأجهزة المختصة بأسماء من يقودون التنسيقيات في حمص.
كما تم القبض على عدد من الخارجين على القانون في كرم الزيتون بحمص ممن رفضوا تسليم أنفسهم بعد تمكن الأجهزة المختصة من تحديد مواقعهم وأسمائهم من خلال اعترافات البعض.
الأمر ذاته تكرر في مناطق جبل الزاوية بإدلب وبعض المناطق المتاخمة للحدود مع تركيا حيث أقدم عدد من الخارجين عن القانون على تسليم أنفسهم بسبب ارتباطهم بالضابط الفار من الجيش حسين هرموش، وتورط بعضهم بترويع المواطنين هناك لتشجيع النزوج للمخيمات في تركيا.
كما أن بعض المعلومات قد وصلت إلى الأجهزة المختصة تفيد بأسماء بعض المطلوبين لجرائم تتعلق بقنص المدنيين والجيش وحفظ الأمن والنظام قام بها مسلحون بريف دمشق، وتمكنوا من إلقاء القبض على عدد منهم خلال عمليات أمنية نوعية يوم الخميس.
وبهذا يشكل القبض على الهرموش صيداً ثميناً سينعكس إيجاباً على تهدئة الأوضاع في سوريا خلال الأيام القادمة.