حزب الشعب الجمهوري التركي: سياسة أردوغان حيال سورية تمثل عملية تخريب منهجية للعلاقات والمصالح المشتركة
سياسة, ن, i 3:15 ص
الزيارة التي قام بها الوفد القيادي في حزب الشعب الجمهوري التركي الى سورية شكَّلت مفصلاً مهماً في مسار العلاقات التركية – السورية حملت معها مؤشرات جديدة تتعلق بالنتائج التركية الداخلية لمواقف أردوغان وحكومته من الأحداث في سورية.
المعلومات التي تناقلتها بعض الدوائر الاسلامية التي واكبت زيارة الوفد التركي الى سورية، تشير الى دهشة اعضاء الوفد إزاء ما وقفوا عليه من معلومات ومعطيات تتصل بحقيقة وجود تنظيمات مسلحة وإرهابية على الأرض، تعمل في إطار تشكيلات المعارضة السورية التي يحتضنها رجب طيب أردوغان، كما ابدى أعضاء الوفد انطباعات صريحة عن تأثرهم إزاء ما لمسوه بشأن التأييد الشعبي الواسع للرئيس بشار الاسد وبرنامجه الاصلاحي، الذي اطّلعوا عليه بتفاصيله ومساراته القانونية والعملية في العديد من اللقاءات التي توّجوها بلقاء الرئيس الاسد.
الوفد التركي عاد الى بلاده بموقف يقوم على الدعوة الى دعم مشروع الرئيس الاسد الاصلاحي، وهو يحمل معه ملفات ووثائق ووقائع عن انتشار السلاح والمسلحين في أكثر من محافظة سورية، وعن عمليات التدخل الأمنية والعسكرية التي يشتبه أنها حصلت عبر الحدود التركية خلال معارك جسر الشغور، وهذه المعطيات والمعلومات ستشكل مادة يستخدمها حزب الشعب الجمهوري في النقاش التركي الداخلي حول سياسة أردوغان حيال سورية، والتي وصفها زعيم المعارضة بـأنها تمثل عملية تخريب منهجية للعلاقات والمصالح المشتركة بين سورية وتركيا، متسائلاً عن مصير شعار "صفر مشاكل" الذي رفعه وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو، بينما جاءت مواقف حكومة اردوغان من الوضع في سورية لتخريب الكثير من الانجازات التي تحققت في السنوات الماضية.
التفاعلات داخل المجتمع التركي مستمرة، والمعترضون على سياسة أردوغان السورية يتخطون حدود المعارضة الحزبية والسياسية، الى عالم الفعاليات الاقتصادية ورجال الاعمال الذين أبلغوا رئيس الحكومة التركية اعتراضهم على الاساءة الى سورية والعلاقة معها، وقد لمسوا نتائجها السلبية على حركة التبادل التجاري والسياحة بين البلدين. ومن خلال التواصل المباشر لرجال الاعمال في كل من تركيا وسورية فقد تبلَّغ الجانب التركي مواقف قاسية من رجال الاعمال السوريين تخطت حدود العتب الى التساؤل عن مصلحة تركيا في التورط في مواقف وأعمال تزعزع الوضع السوري، وتشجع على الفتنة الداخلية، وتقوم على تبني ميليشيات تابعة لتنظيم الاخوان المسلمين وتتلقى الدعم التركي عبر الحدود.
الخبراء في الشؤون التركية يؤكدون ان أردوغان يستشعر حرجاً شديداً في الداخل كان محفزاً اضافياً لقفزته البهلوانية الى الحرب الكلامية مع العدو الصهيوني لطمس مسؤوليته عن تخريب العلاقة مع سورية، أمام الشارع التركي، وليس فقط للتستر على الخطوة الخطيرة التي انتقدتها المعارضة التركية بشدة من خلال نصب بطاريات الدرع الصاروخية لحلف الناتو على الأراضي التركية.
وقد ذكر عدد من قادة المعارضة التركية ان هذه الخطوة تتعدى في انتكاساتها العلاقات السورية – التركية الى علاقة تركيا بكل من روسيا وايران اللتين تعتبران هذه الخطوة عملاً استفزازياً وعدائياً ضدهما! ولذلك يتحول العنوان السوري الى مشكلة داخلية في تركيا متفاقمة، تحاصر اردوغان على أكثر من جبهة، ولا يبدو أن تفاعلاتها ستقف عند حدود التصريحات والبيانات.