الكشف عن تسجيلات صوتية من غرف البالتوك تفضح قيام أياد خارجية ببث الفتنة والتحريض في سورية
الأخبار المحلية, ن 12:08 م
كشف التلفزيون السوري الليلة تسجيلات صوتية تبث لأول مرة بعد الحصول عليها من خلف جدران غرف البالتوك الالكترونية التي أصبحت منذ بدء الأزمة في سورية بمثابة غرفة عمليات يدور فيها الحوار والنقاش والجدل الذي تقوم به أياد خارجية لبث الفتنة والتحريض في سورية وتسويق مقاطع مفبركة عبر قنوات التضليل الإعلامي المغرضة.
وفي احد التسجيلات قال المدعو أبو عمر إن جميع الناس متكاتفون مع بعضهم ومتآلفون والاعتقالات ومداهمة البيوت التي تتحدث عنها الفضائيات قديمة وهي ليست الآن فهم لم يستطيعوا دخول أي حي من أحياء حماة فهذا مستحيل.
وأضاف أبو عمر إن الناس لم يناموا منذ يومين والواحد منهم يذهب كي ينام لمدة عشر دقائق ثم يعود وكلمة الله أكبر مسموعة من أول الحي وحتى آخره والنساء والأطفال والشيوخ جميعهم يخرجون ويحملون العصي والحجارة فأين الذين يقولون انهم دخلوا البيوت.. والله إنهم لم يستطيعوا الدخول إلى حماة ولا يوجد هناك اعتقالات.
ويسأل أحد الأشخاص أبو عمر ..ماذا بشأن الكلاب الذين يعتقلونهم الشباب الثوار هل لديك فكرة عنهم.. فيجيبه أبو عمر ..إن هناك اثنين قيد الاعتقال وهناك سيارة فيعود الشخص الأول ليقول له ضعوا أرجلكم على رؤوسهم واحتفظوا بهم.
وأضاف الشخص ذاته في الغرفة أن ذهاب السفير فورد إلى حماة أعطى الضوء الأخضر للثورة وللمظاهرة بالقول إننا معكم وهذه الزيارة مقدرة جدا وهي شرف لكل سوري أن يرفع رأسه الآن وإنني افتخر بهذه الزيارة وقد عرضت هذه الصور على بعض الأمريكيين وقلت لهم انظروا كيف يستقبل أهالي حماة السفير الأمريكي.
وقال رفيق لطف الصحفي والمدون السوري في حديث للتلفزيون إن الصور التي بثها التلفزيون السوري أمس للمجموعات الإرهابية المسلحة التي تواصل استهداف قوى الجيش وحفظ النظام والمؤسسات والممتلكات العامة والخاصة وترويع المواطنين في حماة تدل على أن هذه المجموعات ليست من أبناء المدينة وإنما جاءت من محيطها أو خارجها أو ربما من خارج سورية إلى الداخل من أجل تطبيق قرارات بنيت خارج سورية وأرادوا من خلالها تدمير المجتمع السوري.
وأضاف لطف.. ان من ينظر إلى هذه الجماعات الإرهابية التكفيرية لا يرى فيها شخصيات إسلامية سواء من خلال الملابس التي يرتدونها أو التصرفات أو الأعمال التي يقومون بها ضد أبناء المدينة الآمنين ما يؤكد أن هناك شخصيات تتستر خلفها وتدعمها مالياً كي تقوم بهذه الأفعال.
وأكد لطف أن الأسلحة التي تحملها تلك الجماعات المسلحة غير موجودة في سورية ولم نرها مع الجيش أو مع غيره فلديهم أسلحة بومبكشن وأسلحة غريبة الشكل ذخيرة بعضها الرصاص وذخيرة الأخرى القنابل.
وقال لطف.. إن الأعجب من ذلك هو السرقات التي يقومون بها فهم يقولون إنهم أصحاب ثورة فإذا كانوا أصحاب ثورة فكيف يقومون بسرقة المحال ونهبها موضحا أن جزءاً من عقيدة هؤلاء هو إرهاب الساحة السورية من خلال قتل الناس وتقطيعهم ورميهم في نهر العاصي وهذا جزء من المخطط ضد سورية وبهذا الإرهاب يجعلون الناس يخافون مشيرا إلى أن غالبية سكان حماة خرجوا خارج المدينة وهذا يدل على أن أهالي حماة ليسوا مع هذا الإرهاب الذي يجري فيها.
ودعا لطف الجيش العربي السوري إلى التحرك والدخول بأقصى سرعة إلى المدينة لأنه إذا استمر الوضع على هذا الحال فسنجد مجازر كبيرة داخل حماة وربما يتطور الأمر إلى الأسوأ.
وعرض لطف تعريفا بغرف البالتوك وقال إن هذه الغرف هي عبارة عن مكان تجمع لشخصيات من كل أنحاء العالم وهي عبارة عن غرف مأجورة يدفع لها بشكل شهري ما بين 2000 و 3000 آلاف دولار شهريا وقد اجتمع هؤلاء الأشخاص في تلك الغرف وشكلوا مجموعة خاصة إعلامية وظيفتها إرسال المعلومات إلى القنوات الفضائية وكانوا على ارتباط مباشر سواء مع قناة الجزيرة أو العربية أو بي بي سي ولديهم شخصيات على اتصال مباشر مع القنوات الفضائية المغرضة ويرسلون لها الأفلام أولا بأول ويرتبون ويفبركون ويقلدون الأصوات.
وبين لطف أن هؤلاء يجتمعون في هذا المكان ويراسلون مجموعات داخل سورية ليأخذوا منها المعلومات والصور وغيرها ليبثوها لاحقا كما أنهم شكلوا منذ البداية مجموعات أو خلايا يستطيعون من خلالها التعامل مع بعض الشخصيات التكفيرية داخل سورية تستغل البسطاء بعنوان الحرية والثورة .
وقال لطف.. إن المكالمة التي جرت مع أحد الأشخاص داخل حماة تبين أنهم فعلا مجموعات مسلحة تقطع الطرقات وتعمل على التجييش والحرب الإعلامية المقامة على سورية.
وتابع لطف.. إن بعض المشاركين في غرف البالتوك قالوا إنه طلب منهم في مكالمة نزع اللباس العسكري عن جثث الأشخاص الذين تم إلقاؤهم في نهر العاصي واستبداله بلباس مدني حتى يقال ان هؤلاء هم الشبيحة كما يطلقون عليهم مؤكدا أنه مهما تكلمت قناة ال سي ان ان وغيرها من الإعلام الغربي عن وجود مسلحين فإن الثابت أن لديها أجندة تريد تحقيقها ونتمنى أن يرافق اعتراف قناة ال سي ان ان بوجود مجموعات مسلحة في سورية حراك على أرض الواقع وليس اللجوء إلى مجلس الأمن كل يوم.
من جانبه قال المحلل السياسي عبد الله منيني.. إن المشاهد التي عرضها التلفزيون السوري لما تقوم به مجموعات مسلحة في حماة غريبة عن مجتمعنا وتكويننا السوري وهي فصل جديد من فصول متلاحقة جداً استهدفت سورية من خلال مؤامرة خارجية استغلت مجموعة من الطلبات الإصلاحية التي نعترف ونقر بها وهي حق لكل مواطن شريف.
وأضاف منيني.. ان هذه الحالة تطورت وكنا نتوقع تطورها لأن ما حدث في جسر الشغور كان رسالة هامة جدا لكل المجتمع السوري بأن هذه المجموعات لن تقف مكتوفة الأيدي أمام تدمير هذا البلد مهما كلفها هذا الأمر ولاسيما في ظل مجريات الأحداث السابقة من اغتيال بعض الضباط وعدد من قوى الجيش والأمن في عدة مناطق واكتشاف عدة خلايا لتهريب الأسلحة إلى أرض الوطن من خلال عدة معابر حدودية.
وأوضح منيني أن الأسلحة المستخدمة ليست من الأسلحة التي تستخدم في الجيش السوري وهي تسمى تحت بند أسلحة فردية وتابعنا في عدة تقارير منذ نحو ثلاثة أشهر أنه جرى في أحد الأقطار القريبة من سورية شراء أكثر من 20 ألف قطعة سلاح وارتفع سعر القطعة الواحدة من ألف دولار إلى ألفي دولار.
وتابع منيني.. إن هناك أيادي إرهابية خارج هذا الوطن استغلت وجود حالة شعبية وتعاقدت مع منظمات إرهابية وخلايا نائمة في هذا الوطن من أجل افتعال هذه الحالة وهؤلاء لا يمثلون مجتمعنا مضيفا أن المجتمع السوري يطالب بإنهاء هذه الحالة التي لا تعبر عن أخلاق أو عرف كما أن الشعب السوري محب ومسالم.
وقال منيني.. إن هذه الإجراءات تستهدف أولا وأخيرا وحدة المجتمع ولهذا نحن ندعو إلى استنفار الوعي الشعبي لفرز من يريدون إصلاحات ومن يريدون التخريب وهؤلاء أصبحوا واضحين ولذلك على الجميع أن يساهم ويضع يده بيد السلطات المختصة لإنهاء هذه الحالات في الشارع لأنها تستهدف أمن الوطن ووحدته الاجتماعية والجغرافية وأمان وأمن كل مواطن سوري.
وأضاف منيني.. ان دلالة المشاهد التي تصلنا من حماة هي أن تلك العصابات منظمة ولديها إستراتيجية عمل وتكتيك حيث عمدت أمس إلى حرق الإطارات في عدة مناطق للتمويه وضرب مراكز الدولة وبالمقابل أشاعت بوجود معركة وعمليات للجيش في المدينة على الرغم من أن الجيش لم يدخل إليها لأنه حريص تماماً على المحافظة على أمن كل مواطن وإذا عدنا إلى الوراء أيضاً سنلاحظ أن الجيش قام بعمليات تكتيكية وجراحة دقيقة إن صح التعبير في بعض المناطق حرصا منه على دم كل مواطن سوري لكن هذا التكتيك وهذه الإستراتيجية التي تقوم بها هذه العصابات دليل على وجود تخطيط من خبراء فهؤلاء هم عصابات إرهابية مسلحة وعصابات شوارع مثل تلك الموجودة في عدة دول من العالم.
وقال منيني.. إن المتضرر من الأعمال التي ترتكب في حماة هو الوطن بأبنائه ومقدراته وأمنه القومي والوطني والمستفيدون هم من يريدون إحداث السوء في حماة فما الهدف من إحراق القصر العدلي في حماة.. والجواب يتمثل بان المجرمين والمطلوبين أصحاب القضايا الموجودة في هذا القصر العدلي يريدون إلغاء ما يخصهم من قضايا وهذه العصابات هدفها الأول إرهاب المجتمع لأسباب عديدة أولها الإيقاع ما بين الجيش وأبناء حماة الكرام وثانيها استغلال هذا المشهد من أجل تسويقه عالمياً واستجداء تدخل دولي فهؤلاء لا يمانعون أي شيء يستطيعون من خلاله تخريب هذا البلد وأمنه وضرب وحدته الوطنية للوصول إلى بلد خاضع خانع أمام السياسات الأمريكية وغيرها وثالثها خلق حالة جديدة وأن يكون لهذه المجموعات صوت مؤثر لتتحاور لاحقاً مع المسؤولين ونحن نقول لهم لا حوار مع من يحمل السلاح سواء كان سلاحاً أبيض أو نارياً ولا حوار مع من يقتل أو يخرب فهذه خطوط لن نتنازل عنها وعندما يقول أحد هؤلاء في تسجيلات تم رصدها عبارة غنيمة حرب فهذا يعني أنهم أعلنوا الحرب علناً على أبناء وطنهم لأن أجندتهم خارجية لا علاقة لها بالوطن في أي شيء وأنا أجزم أن معظم من يعملون في هذا الأمر هم ليسوا من أبناء الوطن.
وتابع منيني.. إن الإسلام الذي يسيرون بركبه بريء منهم لأنه دين محبة وأخلاق وسلام وحوار وأمن وأمان معتبرا أن المجموعات الارهابية المسلحة تحاول استخدام كل الأساليب لتحريك المشاعر والعواطف والضمير الإنساني لعلها تصل إلى شيء ما.
وأضاف منيني.. ان من المستحيل تجاهل المجازر التي ارتكبتها المجموعات الإرهابية المسلحة فالسفير الأمريكي في دمشق روبرت فورد ذهب إلى جسر الشغور وشاهد المجزرة وكان معه فريق متخصص في العلم الجنائي وأخذ عينات واكتشف أنها مجزرة حقيقية ولم يفعل أي شيء سوى أنه ذهب إلى محافظة حماة وبارك بعض المجموعات المسلحة لتنفذ باقي المشهد الذي لم ينجح في جسر الشغور للإيهام بأن قوات الجيش هي من قامت بذلك عسى أن يكون ذلك بمثابة إخراج لفيلم جديد على الطريقة الأمريكية في حماة.