شعبـان: سورية و (مصـر) ستخرجان بشكل أقوى من الأزمة ... والمشكلة بدأت تتوضح ومعرفة من يقوم بها وأفضل الطرق لمعالجتها
الأخبار المحلية, i 11:41 ص
أشارت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية، الدكتورة بثينة شعبان، يوم السبت، إلى أن الأزمة التي تشهدها سورية "مركبة" دون إلغاء العوامل المحلية والمطالب المحقة للشعب السوري، إلا أن ما جعل الأزمة أكثر صعوبة هو العنف والقتل واستهداف الجيش والشرطة والأمن والمدنيين، موضحة أنه لا يمكن لأي بلد أن يقبل بأن تقوم مجموعة مسلحة بقطع الطرقات والمدن، وأن جذور المشكلة بدأت تتوضح ومعرفة من يقوم بها ومعرفة أفضل الطرق لمعالجتها..
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن كلام شعبان جاء خلال إلقائها كلمة الافتتاح في اللقاء الوطني للمغتربين السوريين الذي عقد اليوم تحت عنوان "وطني سورية".
وقالت شعبان إن "السوريين موحدون وإن تاريخ سورية وشعبها أعطيا أنموذجاً للمحبة والعيش المشترك وإن هذا الأنموذج هو المستهدف"، مضيفة "إننا لا نريد أن ننفي ما تتعرض له الشعوب العربية في مناطق وبلدان مختلفة وربما ضمنها ما يتعرض له الشعب السوري من مظالم فهذا شأن داخلي".
ولفتت إلى أنه منذ بداية الأزمة التقى الرئيس بشار الأسد المئات من المواطنين من مختلف المدن والقرى والشرائح والاتجاهات في جميع المحافظات واستمع إليهم وتحدثوا بصراحة كما أن الحراك الاجتماعي والسياسي داخل البلد ركز دائماً على العوامل التي أدت لهذه الأزمة والعوامل التي تمكننا من الخروج منها.
والتقى الرئيس الأسد في الأسابيع الماضية العديد من الوفود من مختلف المدن والمناطق في المحافظات، على خلفية الأحداث التي تشهدها سورية منذ أربعة أشهر، حيث استمع إلى مقترحاتهم ومطالبهم.
وأشارت المستشارة السياسية والإعلامية إلى أن الأزمة في سورية مركبة دون إلغاء العوامل المحلية والمطالب المحقة التي يطالب بها الشعب السوري، مبينة أن العامل الذي جعل الأزمة أكثر صعوبة هو العنف والقتل واستهداف قواتنا المسلحة والشرطة والأمن والمدنيين.
وأكدت أنه لا يمكن لأحد أن ينكر أن دور سورية القومي والمقاوم والعروبي هو المستهدف، موضحة أنه بعد أن رفعت سورية حالة الطوارئ ووضعت قانونا للتظاهر، بات لا يوجد أي مشكلة في التقدم بطلب للقيام بمظاهرة مرخصة، إلا أن المشكلة تكمن في قطع الطرقات ووضع الحواجز من قبل مسلحين واستهداف الناس على الهوية والجيش والشرطة، لأن هذا أمن بلد، ولا يمكن لأي بلد في العالم أن يقبل بأن تتجه مجموعة مسلحة إلى قطع الطرقات والمدن بقوة السلاح.
وقالت شعبان إن "جذور المشكلة التي نواجهها بدأت تتوضح ومن يقوم بها ومن وراءها وتوصلنا إلى أفضل الطرق لمعالجتها، مضيفة أن الذي ساعدنا في ذلك هو وعي ومحبة الشعب السوري الذي لا يقبل الفرقة بين أبنائه واعتاد العيش بالأمن والأمان ويعمل على إعادته كما كان".
كما لفتت إلى أن اللغة الطائفية لم تكن موجودة في منطقتنا أصلا فالوطن العربي هو من أكثر مناطق العالم تنوعاً عرقاً وديناً، معتبرة أن التجييش الطائفي هو أخطر سلاح يمكن أن يستخدم في هذه المنطقة لهذا فإن الشعب السوري يقف بمعظمه ضد محاولات التجييش والفرقة والانقسام ويعود ليقف مع خريطة الإصلاح التي أعلنها الرئيس الأسد وضد أي محاولة لزعزعة أمن واستقرار سورية.
وشهدت بعض المناطق في مدينة حمص مؤخرا عدة جرائم راح ضحيتها عدد من الضحايا، وذلك نتيجة أعمال عنف ذات صبغة طائفية.
من جانب آخر، بينت المستشارة السياسية والإعلامية أن قانون الأحزاب أصبح شبه جاهز فيما يجري البحث في قانوني الإعلام والانتخابات وسيكونان جاهزين في وقت قريب جدا، لافتة إلى أن ما تحدث عنه الرئيس الأسد حول إمكانية مراجعة الدستور أو إعادة كتابته وعن حرية الإعلام وإصدار قانون حضاري وعصري له.
وصدرت، في الآونة الأخيرة، عدة قوانين وإجراءات تهدف إلى تسريع عملية الإصلاح في سورية منها إنهاء مراسيم العفو وإلغاء حالة الطوارئ وإلغاء محكمة امن الدولة العليا، إضافة إلى تشكيل عدة لجان، منها لجنة الحوار الوطني مكافحة الفساد ولجنة لدراسة الواقع الاجتماعي والاقتصادي وغيرها.
وعن دور المغتربين، دعت شعبان جميع المغتربين الذين لم يتمكنوا من حضور اللقاء إلى أن يكونوا جزءاً من هذه المبادرة إلى القيام بمبادرات جديدة، مضيفة أن الجهد اليوم لا يلغي أهمية وجود مبادرات أخرى فالوطن قلبه مفتوح للجميع وخاصة أن أعداد وإمكانيات المغتربين كبيرة وسورية تعول عليهم وأبوابها مفتوحة لهم دائما.
وأوضحت أن أهم ثروات سورية هي الثروة الاغترابية لأن المغتربين المنتشرين في كل مكان من أنحاء العالم لديهم من الخبرات والكفاءات ما هو قادر على النهوض بسورية نهضة حضارية عظيمة وسريعة، طالبة من المغتربين السوريين للعودة والاستثمار والمساهمة في نهضة البلد والعيش في ربوعه.