ربما نسوا بأن سوريا هي من أنقذت ألاف الأرمن من المجازر التركية...تركيا "قلقة" على الأرمن في سوريا
إعلام 4:13 م
خبر الأرمن-صباح التركية
نقلت صحيفة صباح التركية مقالا أثار جدلا كبيرا في الأوساط المعنية حيث تطرق المقال إلى الأوضاع الراهنة في سوريا في ظل الاحتجاجات الشعبية وإلى العلاقات السورية التركية في ظل الأوضاع الراهنة.
الصحيفة التركية كانت قد اتهمت الرئيس الأسد أنه لا يتجاوب مع جملة المطالب الشعبية المطالبة بالإصلاحات وهنا يبدو أن القائمين على تلك الصحيفة لايعلمون حقيقة الأوضاع في سوريا وحقيقة أن الرئيس الأسد قد بدأ بتنفيذ جملة كبيرة من الاصلاحات منذ اليوم الأول لتلك الأحتجاجات الصغيرة التي وصفتها "الصباح التركية" بـ "المظاهرات الشعبية الكبيرة".
الصحيفة لم تكتفي بالحديث عن العلاقات المتوترة بين أنقرة والرئيس الأسد بل تجاوزتها للحديث عن مخاوف تركيا على سلامة "بعض المواطنين السوريين".
وهنا لابد من التركيز على كلمة "بعض المواطنين السوريين"، فأنقرة - وفقا للصحيفة - تبدي قلقها وحرصها على سلامة المواطنين الأرمن والأكراد وبعض القوقازيين ممن يعيشون في سوريا، وجميع هؤلاء - وفقا للصحيفة - يشكلون 7% من مجموع السكان. أي أن تركيا يهمها سلامة هؤلاء الـ 7% أكثر من الـ 93% الباقون.
ولكن ما يضحك في هذا الخبر هو حرص القيادة التركية على سلامة الأرمن في سوريا وكأنها نسيت أو تناست أن السوريون هم من أنقذوا آلاف الأرمن ممن وصلوا إلى صحراء دير الزور سنة 1915 بعد أن تعرضوا لأول عملية تطهير عرقي في القرن العشرين على أيدي الأتراك العثمانيين.
يبدو أنهم (الصحيفة والإدارة التركية) لا يعلمون أن سوريا فتحت أبوابها لآلاف الأرمن ومنحتهم الجنسية السورية التي يعتز بها جميع الأرمن في سوريا بنفس القدر الذي يفخرون فيه بانتمائهم إلى أصلهم الأرمني. هذا التصرف السوري النبيل لا يشبه أبدا التصرف التركي حيث يبدو أن الصحيفة نسيت أن السيد أردوغان وهو أحد رموز القيادة التركية التي تحدثت عنها الصحيفة التركية وعن قلقها على الموطنين الأرمن في سوريا كان هو نفسه قد هدد بطرد 40 ألف أرمني من تركيا قبل قرابة العام من الآن لا لذنب أرتكبوه سوى أن جمهورية أرمينيا لاتكف عن السعي لانتزاع المزيد من الاعترافات الدولية بالإبادة الأرمنية وهو ما يزعج أنقرة كثيرا، علما أن الأرمن في تركيا ليسوا ممن وفدوا إليها قبل 100 عام كما هو الحال مع أغلب الأرمن السوريين، بل هم من سكان البلاد منذ آلاف السنين.
في تركيا،
أردوغان يهدد بطرد 40 ألف أرمني.
بينما في سوريا،
يقوم الرئيس بشار الأسد والسيدة عقيلته بزيارة مفاجئة لميتم الأرمن في مدينة حلب في حادثة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة التي تدل على الأهتمام الكبير التي توليه القيادة السورية بالجالية الأرمنية لديها.
أردوغان تركيا يقول: "إذا أضطر الأمر يحق لنا أن نطرد الأرمن من بلادنا".
وأسد سوريا يقول: "الأرمن جزء لا يتجزأ من نسيج المجتمع السوري".
أردوغان تركيا ا يغلق الحدود المشتركة مع أرمينيا لمحاصرتها إقتصاديا.
وأسد سوريا يزور أرمينيا وبين يديه مشروع لربط البحار الخمسة لتعزيز اقصاديات جميع دول المنطقة.
صحيفة "صباح" نقلت الخبر وبفخر ولكنها ربما لم تسأل يوما لما يوجد 100 ألف أرمني في سوريا ومن أين جاؤوا ولماذا اختاروا سوريا، علما أن العدد كان أكبر بكثير ولكنهم أنتشروا في كل أرجاء المعمورة. يبدو أنهم لايعلمون أن هؤلاء السوريين من أصل أرمني هم أحفاد من نجا من عمليات التطهير العرقي التي تعرض له الشعب الأرمني في تركيا مطلع القرن الماضي على أيدي العثمانيين الأتراك الذين يخشى أحفادهم اليوم على أمن وسلامة الأرمن في سوريا.
يبدو أن صحيفة "صباح" لم تكن حاضرة أثناء تلك الأحداث لاهي ولا الصحف الأخرى أخواتها. أو كانت حاضرة ولكنها استحت نقل التصريحات التركية وقتها المتمثلة بعبارة يستحيل على الأرمن نسيانها وهي:
"إن الطريقة الوحيدة للتخلص من القضية الأرمنية هي في التخلص من الأرمن أنفسهم".
صحيفة "صباح" التي قامت بكل جرأة بنقل هذا الخبر مصدقة بذلك رواية القيادة التركية عن حرصها على سلامة الأرمن السوريين نتمنى أن تكون قد نقلت بنفس الجرأة خبر وفاة الشاب التركي من أصل أرمني (و أسمه سيفاك) والذي لم تجف دمائه بعد. كان يخدم في الجيش التركي مثله مثل أي مواطن في تركيا إلا أنه قتل في يوم الـ 24 من أبريل/نيسان الماضي لا لأنه حمل السلاح في ساحة المعركة ضد أعداء تركيا، بل لأنه تحدث بصراحة عن تعرض الأرمن للإبادة قبل 100 عام.
كما نذكر أن المراسل المستقل روبيرت فيسك كتب مؤخرا مقالة في صحيفة الأندبندنت عن التصرفات التركية بخصوص الأزمة السورية حيث قال في جزء منها وبطريقة ساخرة:
"اعد الجنرالات الاتراك خطة تقضي بارسال عدة كتائب من القوات التركية الى سوريا ذاتها لاختيار "منطقة مأمونة" للاجئين السوريين... واصبح الاتراك جاهزون للتقدم الى ما بعد مدينة القامشلي الحدودية السورية التي تقع في منتصف الطريق الى دير الزور حيث حقول الصحراء القديمة التي قتلت فيها جموع الارمن في العام 1915 أثناء الهولوكوست الأرمني - من دون اي حديث عن ذلك - لتوفير "ملجأ آمن" للفارين من تبعات الأحداث في المدن السورية".
وهنا قد يتسائل الزائر تماما كما تسائل روبيرت فيسك ولو بطريقة غير مباشرة، هل يستطيع من قام بإبادة مليون ونصف المليون من الأرمن بين الأعوام 1915-1923 ومنهم مئات الآلاف في صحراء دير الزور أن يبدي حرصه وقلقه على سلامة الأرمن في سوريا وأن يعلن عن استعداده لإقامة مخيمات وملاجئ للمحافظة عليهم، وأين؟! ... على جانبي الطرقات المؤدية إلى صحراء دير الزور والتي سار فيها أجداد الأرمن قبل 100 عام وهم يتمنون الموت وينتظرونه بفارغ الصبر.
نقلت صحيفة صباح التركية مقالا أثار جدلا كبيرا في الأوساط المعنية حيث تطرق المقال إلى الأوضاع الراهنة في سوريا في ظل الاحتجاجات الشعبية وإلى العلاقات السورية التركية في ظل الأوضاع الراهنة.
الصحيفة التركية كانت قد اتهمت الرئيس الأسد أنه لا يتجاوب مع جملة المطالب الشعبية المطالبة بالإصلاحات وهنا يبدو أن القائمين على تلك الصحيفة لايعلمون حقيقة الأوضاع في سوريا وحقيقة أن الرئيس الأسد قد بدأ بتنفيذ جملة كبيرة من الاصلاحات منذ اليوم الأول لتلك الأحتجاجات الصغيرة التي وصفتها "الصباح التركية" بـ "المظاهرات الشعبية الكبيرة".
الصحيفة لم تكتفي بالحديث عن العلاقات المتوترة بين أنقرة والرئيس الأسد بل تجاوزتها للحديث عن مخاوف تركيا على سلامة "بعض المواطنين السوريين".
وهنا لابد من التركيز على كلمة "بعض المواطنين السوريين"، فأنقرة - وفقا للصحيفة - تبدي قلقها وحرصها على سلامة المواطنين الأرمن والأكراد وبعض القوقازيين ممن يعيشون في سوريا، وجميع هؤلاء - وفقا للصحيفة - يشكلون 7% من مجموع السكان. أي أن تركيا يهمها سلامة هؤلاء الـ 7% أكثر من الـ 93% الباقون.
ولكن ما يضحك في هذا الخبر هو حرص القيادة التركية على سلامة الأرمن في سوريا وكأنها نسيت أو تناست أن السوريون هم من أنقذوا آلاف الأرمن ممن وصلوا إلى صحراء دير الزور سنة 1915 بعد أن تعرضوا لأول عملية تطهير عرقي في القرن العشرين على أيدي الأتراك العثمانيين.
يبدو أنهم (الصحيفة والإدارة التركية) لا يعلمون أن سوريا فتحت أبوابها لآلاف الأرمن ومنحتهم الجنسية السورية التي يعتز بها جميع الأرمن في سوريا بنفس القدر الذي يفخرون فيه بانتمائهم إلى أصلهم الأرمني. هذا التصرف السوري النبيل لا يشبه أبدا التصرف التركي حيث يبدو أن الصحيفة نسيت أن السيد أردوغان وهو أحد رموز القيادة التركية التي تحدثت عنها الصحيفة التركية وعن قلقها على الموطنين الأرمن في سوريا كان هو نفسه قد هدد بطرد 40 ألف أرمني من تركيا قبل قرابة العام من الآن لا لذنب أرتكبوه سوى أن جمهورية أرمينيا لاتكف عن السعي لانتزاع المزيد من الاعترافات الدولية بالإبادة الأرمنية وهو ما يزعج أنقرة كثيرا، علما أن الأرمن في تركيا ليسوا ممن وفدوا إليها قبل 100 عام كما هو الحال مع أغلب الأرمن السوريين، بل هم من سكان البلاد منذ آلاف السنين.
في تركيا،
أردوغان يهدد بطرد 40 ألف أرمني.
بينما في سوريا،
يقوم الرئيس بشار الأسد والسيدة عقيلته بزيارة مفاجئة لميتم الأرمن في مدينة حلب في حادثة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة التي تدل على الأهتمام الكبير التي توليه القيادة السورية بالجالية الأرمنية لديها.
أردوغان تركيا يقول: "إذا أضطر الأمر يحق لنا أن نطرد الأرمن من بلادنا".
وأسد سوريا يقول: "الأرمن جزء لا يتجزأ من نسيج المجتمع السوري".
أردوغان تركيا ا يغلق الحدود المشتركة مع أرمينيا لمحاصرتها إقتصاديا.
وأسد سوريا يزور أرمينيا وبين يديه مشروع لربط البحار الخمسة لتعزيز اقصاديات جميع دول المنطقة.
صحيفة "صباح" نقلت الخبر وبفخر ولكنها ربما لم تسأل يوما لما يوجد 100 ألف أرمني في سوريا ومن أين جاؤوا ولماذا اختاروا سوريا، علما أن العدد كان أكبر بكثير ولكنهم أنتشروا في كل أرجاء المعمورة. يبدو أنهم لايعلمون أن هؤلاء السوريين من أصل أرمني هم أحفاد من نجا من عمليات التطهير العرقي التي تعرض له الشعب الأرمني في تركيا مطلع القرن الماضي على أيدي العثمانيين الأتراك الذين يخشى أحفادهم اليوم على أمن وسلامة الأرمن في سوريا.
يبدو أن صحيفة "صباح" لم تكن حاضرة أثناء تلك الأحداث لاهي ولا الصحف الأخرى أخواتها. أو كانت حاضرة ولكنها استحت نقل التصريحات التركية وقتها المتمثلة بعبارة يستحيل على الأرمن نسيانها وهي:
"إن الطريقة الوحيدة للتخلص من القضية الأرمنية هي في التخلص من الأرمن أنفسهم".
صحيفة "صباح" التي قامت بكل جرأة بنقل هذا الخبر مصدقة بذلك رواية القيادة التركية عن حرصها على سلامة الأرمن السوريين نتمنى أن تكون قد نقلت بنفس الجرأة خبر وفاة الشاب التركي من أصل أرمني (و أسمه سيفاك) والذي لم تجف دمائه بعد. كان يخدم في الجيش التركي مثله مثل أي مواطن في تركيا إلا أنه قتل في يوم الـ 24 من أبريل/نيسان الماضي لا لأنه حمل السلاح في ساحة المعركة ضد أعداء تركيا، بل لأنه تحدث بصراحة عن تعرض الأرمن للإبادة قبل 100 عام.
كما نذكر أن المراسل المستقل روبيرت فيسك كتب مؤخرا مقالة في صحيفة الأندبندنت عن التصرفات التركية بخصوص الأزمة السورية حيث قال في جزء منها وبطريقة ساخرة:
"اعد الجنرالات الاتراك خطة تقضي بارسال عدة كتائب من القوات التركية الى سوريا ذاتها لاختيار "منطقة مأمونة" للاجئين السوريين... واصبح الاتراك جاهزون للتقدم الى ما بعد مدينة القامشلي الحدودية السورية التي تقع في منتصف الطريق الى دير الزور حيث حقول الصحراء القديمة التي قتلت فيها جموع الارمن في العام 1915 أثناء الهولوكوست الأرمني - من دون اي حديث عن ذلك - لتوفير "ملجأ آمن" للفارين من تبعات الأحداث في المدن السورية".
وهنا قد يتسائل الزائر تماما كما تسائل روبيرت فيسك ولو بطريقة غير مباشرة، هل يستطيع من قام بإبادة مليون ونصف المليون من الأرمن بين الأعوام 1915-1923 ومنهم مئات الآلاف في صحراء دير الزور أن يبدي حرصه وقلقه على سلامة الأرمن في سوريا وأن يعلن عن استعداده لإقامة مخيمات وملاجئ للمحافظة عليهم، وأين؟! ... على جانبي الطرقات المؤدية إلى صحراء دير الزور والتي سار فيها أجداد الأرمن قبل 100 عام وهم يتمنون الموت وينتظرونه بفارغ الصبر.