خيبة أمل إسرائيلية من فشل أكبر مناورة في تاريخها وعدم استجابة المواطنين للتعليمات

قال المحلل للشؤون العسكريّة في القناة الأولى الرسميّة في التلفزيون الإسرائيليّ، يوآف ليمور إنّ ما توقعناه حدث فعلاً على أرض الواقع: أغلبية الجمهور في إسرائيل لم تتجاوب مع مناورات الجبهة الداخلية عندما تمّ إطلاق صفارات الإنذار في الساعة الحادية عشرة صباحاً والسابعة ليل الأربعاء، فالجزء الأكبر من الجمهور نسي المناورة، ومَن تذكر منه فإنه لم يتوجه إلى الملاجئ أو إلى الأماكن الآمنة، وإنما انتظر توقف الصفارات

 وزاد المحلل قائلاً إنّه يمكننا أن نفسر هذه اللامبالاة لدى الجمهور الإسرائيلي بأنها دليل على تمسكه بالحياة، أو بأنه يعيش ضمن فقاعة منقطعاً عمّا يحدث حوله، فلا يشعر بالتهديدات التي تحيط به ولا يرى آلاف الصواريخ المصوّبة نحو كل نقطة في إسرائيل. وعندما تحين ساعة الحقيقة، أضاف، لن يجد هذا الجمهور وقتاً لطرح الأسئلة، لذلك فإن التدرب على كيفية التصرف في أوقات الطوارئ سينقذ الأرواح عندما ستتساقط الصواريخ من حولنا. وفي كل الأحوال، أضاف ليمور، يجب ألاّ يتكرر ما حدث للجبهة الداخلية أيام حرب لبنان الثانية، إذ ان دروساً كثيرة تم استخلاصها من حرب تموز (يوليو) 2006، وجرى استيعابها بصورة خاصة على الصعيد العسكري، كذلك طوّرت قيادة الجبهة الداخلية قدراتها بصورة كبيرة خلال الأعوام الخمسة الأخيرة

 لكن المشكلة برأيه، ما زالت مطروحة على الصعيد المدني، وعلى صعيد الأداء المثير للجدل لعدد من وزارات الدولة، بالإضافة إلى عدم منح الوزارة الجديدة، أي وزارة الدفاع المدني والجبهة الداخلية، وهي وزارة جديدة وافق الكنيست بالإجماع على إنشائها في آذار (مارس) الماضي ويترأسها الوزير ميتان فلنائي. وأضاف المحلل من هنا ليس واضحاً إلى متى ستصمد الوزارة الجديدة المطروحة على طاولة وزارة الأمن حيث يحاول كبار المسؤولين هناك عرقلة ولادة هذه الهيئة التي من شأنها إنقاذ الأرواح
 ونوه إلى أنّ نتائج الحرب المقبلة مرهونة بقدرة صمود الجمهور على الجبهة الخلفية، لذا فإن لامبالاة الناس إزاء المناورات أمر مقلق، لكن الأكثر إثارة للقلق هو الثغرات في استعدادات السلطات المحلية، وفي خططها وصلاحياتها، وميزانياتها، إذ ينبغي لنا إصلاح هذا كله قبل أن تنطلق صفارات الحرب الحقيقية

 وكانت إسرائيل قد أنهت أمس الخميس اليوم الخامس والأهم في مناورة حماية الجبهة الداخلية الأكبر في تاريخها والمسماة (نقطة تحول ـ 5) بمواجهة ما لا يقل عن ستة آلاف صاروخ سقطت في ذروة حرب شاملة

 وقد أطلقت صفارات الإنذار مرتين صباحاً ومساء على أمل إدخال حوالى نصف الإسرائيليين إلى الملاجئ، لكن التفاعل وفق استطلاع نشر لم يزد عن 15 في المئة. وأصابت هذه النتائج القائمين على المناورة، بالخيبة خاصة بعدما حشر المجلس الوزاري المصغر في الملجأ النووي، وبعدما تم تفعيل مراكز القيادة المدنية والعسكرية الطارئة. وفي نطاق المناورة اجتمع المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية للمرة الأولى يوم أمس في الملجأ النووي برئاسة حماية الجبهة الداخلية متان فلنائي، وبحضور رئيس الوزراء ووزير الأمن ورئيس الأركان وقائد الجبهة الداخلية. ويقع الملجأ النووي الذي أجريت فيه المداولات هذه في جبال القدس في المنطقة التي يؤكد الإعلام الأجنبيّ إنّ فيها منشآت الصواريخ النووية الإستراتيجية. وتحظر الرقابة الإسرائيلية نشر أية معلومات عن الملجأ السري ومكانه وطرق الوصول إليه، وقد تلقى الوزراء مذكرة تعليمات تحت عنوان سري جدا، وطلب منهم عدم مرافقة مساعديهم لجلسة المجلس المصغر، الذي بحث سيناريوهات الرد على سقوط صواريخ على كل من الكنيست ومقر رئاسة الحكومة في القدس
 وقال فلنائي، الذي يشرف للمرة الرابعة على المناورة، كما أفادت يديعوت أحرونوت الخميس: سقط علينا حتى الآن 6700 صاروخ. وهذا ليس رقما متخيلا وقد أوقع بنا مئات القتلى وآلاف الجرحى. وتركز الجهد يوم أمس على إخلاء سكان ومصابين وجثث في مناطق واسعة جراء تساقط صواريخ غير تقليدية. وخلافاً لما تم في حرب العراق الأولى حين تساقطت الصواريخ وفر السكان نحو الجنوب خلافاً للتعليمات تقوم السيناريوهات الحالية على إخلاء السكان بشكل منظم

 ويوم أمس كان مقرراً التدرب على إخلاء حوالى 350 ألفاً وخصوصاً من الشمال، ولكن كما اتضح من النتائج النهائية لم يكن التجاوب من جانب السكان بالنسبة المطلوبة

 ويمكن القول إن العديد من السيناريوهات التي تم التعامل معها تشكل نقاط ذروة عامة وموضعية. فقد تمّ التدرب على سقوط صواريخ غير تقليدية على مقر الكنيست في القدس، بما في ذلك إخلاء أعضاء الكنيست. وتم التدرب في وادي عارة على مواجهة انتفاضة شعبية فلسطينية في أراضي عام 1948، تقطع التواصل بين شمال وجنوب إسرائيل، وتحول دون وصول القوات الإسرائيلية إلى الجبهة الشمالية لصد هجوم سوري أو من قبل حزب الله. كما تم التدرب في كرمئيل على التعامل مع سقوط طائرة مدنية في حي سكني ما أوقع إصابات كبيرة استدعت إخلاءات إلى مستشفيات بأسرع وقت. وبالتوازي مع فعاليات الجبهة الداخلية جرى التعامل أركانياً مع مواجهات حربية خصوصا على الجبهة الشمالية مع سورية ولبنان

 وقال فلنائي إن الجيش يحارب حالياً في سورية وجنوب لبنان وهو لم يحل بعد مشكلة تساقط الصواريخ على تل أبيب. وقالت تقارير صحافيّة عبريّة لقد لاحظ قادة ميدانيون في الجبهة الداخلية أن المناورة أشارت إلى مواضع خلل واضحة، ففي العديد من المناطق تعامل الجمهور مع صفارات الإنذار وأوامر قيادة الجبهة الداخلية بكثير من اللامبالاة

أخبار ذات صلة



0 التعليقات for خيبة أمل إسرائيلية من فشل أكبر مناورة في تاريخها وعدم استجابة المواطنين للتعليمات

إرسال تعليق

أدخل بريدك واشترك معنا بالنشرة الإخبارية:


الأكثر مشاهدة

.

syria a2z news (c) 2011 All Rights Reserved