انقلب السحر على الساحر... بركان حلبي يثور مع الاصلاح و اللحمة الوطنية

خرج عشرات الأشخاص في مناطق مختلفة من مدينة حلب , استجابة لما أطلق عليه " بركان حلب " الذي دعت إليه صفحة " الثورة السورية " على الإنترنت .

ولاقى خروج هؤلاء العشرات دعماً إعلامياً متوقعاً , فقد قام أحد المتظاهرين , ولأول مرة , ببث لقطات مباشرة من مظاهرة لعدد من الأشخاص , بالقرب من الطبابة الشرعية بحلب , قامت الجزيرة ببثها على الهواء مباشرة .

وشهدت نفس المناطق مسيرات مضادة ملأت الشوارع , حملت أعلام الوطن وصور الرئيس الأسد , وخاصة في ساحة سعد الله الجابري التي غصت بالمتظاهرين المؤيدين .

وكانت أكبر المظاهرات في حي المشارقة , ولم تتجاوز المائة شخص , حيث تصدى لها مواطنون مؤيدون , وتم تفريقها .

كما بثت وسائل إعلام خبرا عن صدامات بين الأمن وطلاب جامعة حلب في ساحة الجامعة , الأمر الذي نفاه مراسل عكس السير .

وأفاد مراسل موقع عكس السير أن مجموعة من الأشخاص نزلوا من باص القلعة , أمام الجامعة , وبدأوا بالهتاف " حرية حرية " , مستغلين الازدحام الناجم عن انصراف الطلاب من امتحاناتهم .

وعلى الفور قام مجموعة من الطلاب والمواطنين المتواجدين في المكان , بمحاصرتهم , ومن ثم غصت الساحة بالمسيرات المؤيدة , وتم قطع الطرق المؤدية إلى ساحة الجامعة .

كما شهدت ساحة سعد الله الجابري محاولة فاشلة للتظاهر , انتهت بتجمع مئات المواطنين المؤيدين في الساحة , وتم قطع الطرق المؤدية إليها  .

كما شهدت منطقة باب النصر محاولة مماثلة , فيما تحدثت أنباء عن خروج مجموعة من الأشخاص في حي سيف الدولة , مع تواجد أمني غير كثيف بحسب سكان المنطقة .

وشهدت منطقة السبع بحرات خروجاً لعدد من الأشخاص تم التصدي لهم من قبل أصحاب المحلات والمواطنين .

وكانت شهدت حلب خلال اليومين الماضيين عدد من التحركات في ريف حلب وبعض المناطق .

من جديد تقول حلب أنها لا تريد الإصلاح بهذا الشكل , تريد محاربة الفساد , وتريد إصلاحاً شاملاً , لكن ليس من خلال تعطيل اقتصاد الوطن , ونشر الفوضى , وعدم احترام وجهة النظر الأخرى .

وبحسب خبراء في الاقتصاد , فقد كان الهدف من الدعوة إلى ما يسمى " بركان حلب " هو تعطيل اقتصاد هذه المدينة , بهدف خنقها للتأثير على النظام .

وعلم عكس السير من مصادر خاصة , أنه خلال الأسبوع الماضي , تم القبض على مجموعة اشخاص قدموا إلى مدينة حلب , وقاموا بعملية سحب للدولار من السوق من خلال شرائه بـ " 55 " ل س .

وتبقى مدينة حلب , بحسب المتابعين والمحللين " بيضة القبان " التي يرى أهلها أن لا فائدة من هذه التحركات , خاصة مع بدء الحوار الوطني ومجموعة المراسيم والقرارات التي اصدرتها القيادة السورية مؤخراً .

نختم بما قاله مواطنون حلبيون لمراسلينا في المدينة  : " لا أحد يزاود علينا أحد , الحلبيون هم أكثر الناس تضررا من الفساد , ومن الحكومات المتعاقبة , واخرها حكومة العطري , لكن حلب تؤمن أن الإصلاح لا يأتي عن طريق الفوضى وهدم الاقتصاد " .