عائلات عادت إلى جسر الشغور تفضح حملات التضليل وتروي تفاصيل منعهم من العودة باكرا

لم يكن بمقدور العائلات التي غادرت قراها وأرضها المعطاءة مرغمة في جسر الشغور بمحافظة إدلب أن تنأى طويلاً عن بساتينها وحقولها الخضراء وظلال أشجارها الوارفة التي بدأت بالعودة إليها بكثافة مطمئنة لأجواء الأمن والأمان التي وفرها الجيش العربي السوري ليبقى الحنين للوطن أقوى والشوق أعمق من كل حملات التخويف والتضليل التي مورست عليهم خلال الأيام الماضية.

هذه العائلات التي بدأت بالعودة بشكل مكثف أكدت أنها لم تكن لتخرج من منازلها لولا أعمال الترويع اليومية التي مارستها التنظيمات الإرهابية المسلحة وأنها حاولت منذ الايام الأولى من دخول الجيش وتطهيره للمنطقة العودة لكن ظروفاً شتى حالت دون ذلك وخاصة ما أشيع من أقاويل روجتها عناصر التنظيمات المسلحة ومروجو الفتنة في محاولة منها لمنع الأهالي من العودة إلى أرض وطنهم.

وواصلت العائلات لليوم الثاني على التوالي عودتها بعد أن وصل عدد العائدين لغاية الأمس إلى 730 مواطناً وهي تبادل الجيش تحيات الاحترام وتشد على أياديه في مواصلة مهمته الوطنية لغرس الأمن والأمان وبث الطمأنينة في أرجاء المنطقة.

ويروي محمود الابحس من قرية الملند قصة التضليل الإعلامي الذي تمارسه القنوات الفضائية ويفضح اكاذيبها وتزييفها للأحداث عندما بين أن الواقع مناف تماماً لما تبثه هذه المحطات وأن هناك رغبة كبيرة من قبل هذه العائلات بالعودة رغم أساليب التخويف والترهيب التي تمارسها مجموعات مسلحة اتخذت من منع الأهالي مهمة لها.

وأضاف أن الظروف التي تعيشها العائلات داخل المخيمات فرضت تشكيل لجان شعبية تطوعية استجابة لرغبة الأهالي العارمة بالعودة والخلاص ومتابعة عودة العائلات وتسهيل عبورها إلى الأراضي السورية.

ولم تفارق البسمة وجه فهد الأخرس أبو حمادي عندما التقيناه لحظة وصوله وهو يعبر عن فرحته وأفراد أسرته بالعودة والاطمئنان تحت جناح الوطن الغالي وإشراقة شمسه الدافئة ليقول إنه لم يبارحه الشوق والرغبة العارمة بالعودة منذ أن وطأت قدماه خارج حدود بلاده وهو يعود إلى حياته الطبيعية ويبدا مشوارا جديدا مع الحياة في مدينته جسر الشغور ليسهم من خلال مهنته كنجار باطون في إعمار كل ما خربته التنظيمات المسلحة في المدينة من جديد.

وأكد عبدو شريقي الذي عاد وأفراد عائلته أن التسهيلات التي قدمتها الجهات المعنية أسهمت في الإسراع في عودة العائلات التي كانت تعيش تحت وطأة التضليل وبث الاكاذيب والتضليل لمنع العودة لتعود متفائلة بالمستقبل لتشارك في مسيرة الاصلاحات التي بدأت في سورية وتشمل جميع مناحي الحياة موضحاً أن الأهالي انتظروا هذه اللحظة بفارغ الصبر لكي يعودوا إلى ممارسة حياتهم الاعتيادية.

في حين اعتبرت زوجته ودموع الفرح تملأ عينيها ان عودتها اعطتها حياة جديدة بعد أن عكرت صفوها الأعمال الإجرامية للتنظيمات المسلحة مؤكدة انها وافراد اسرتها بدؤوا منذ اللحظة الأولى لمغادرتهم بالتفكير بالعودة مهما كانت الاسباب ولكن هذه المسألة باتت بالنسبة إليها مسألة ملحة بعد أن أعاد الجيش الأمن والهدوء إلى مدينة الجسر وما يجاورها من القرى والتجمعات السكانية.

ولم يفاجأ ماهر مدني بحفاوة الاستقبال التي لقيها من عناصر الجيش وحسن المعاملة التي طالما اعتادها من ابناء وطنه وهو يعبر عن اشتياقه لممارسة مهنته كعامل في أحد المخابز في المدينة واشتياقه لرائحة الخبز التي اعتادها كل يوم كفنجان قهوته الصباحي.

وأصر على فضح ممارسات هذه التنظيمات المسلحة ضمن المدينة قبل وبعد مغادرتهم لمنازلهم سواء من خلال اعمال القتل والتخريب أو اثناء وجودهم ضمن المخيمات وان التهديد والوعيد يلازمهم في كل لحظة قضوها خارج حدود الوطن مشيراً إلى أنه لولا تدخل الجيش في الوقت المناسب لما تمكنا من معانقة تراب الوطن من جديد.

واعتبر وليد راعي أبو عباس ان الوطن هو الخيمة التي تتسع للجميع وفيها كل مقومات العزة والكرامة والعيش الرغيد والذي شكل واحة للامن والامان.

أخبار ذات صلة



0 التعليقات for عائلات عادت إلى جسر الشغور تفضح حملات التضليل وتروي تفاصيل منعهم من العودة باكرا

إرسال تعليق

syria a2z news (c) 2011 All Rights Reserved