خسائر سوريا تقدر بـ 3 مليار دولار نتيجة العقوبات النفطية
مال و أعمال, ن, B 12:36 ص
خسائر سوريا تقدر بـ 3 مليار دولار نتيجة العقوبات النفطية |
تجد السلطات السورية صعوبة متزايدة في شراء الحبوب من السوق العالمية بسبب العقوبات
التي تعطل قدرتها على الحصول على تمويل للتجارة، وهو أمر سيؤثر كثيرا على مواطنيها،
فيما كشف وزير النفط والثروة المعدنية السوري سفيان علاو، أمس، أن دمشق تكبدت خسائر
نتيجة العقوبات على القطاع النفطي تقدر بأكثر من ثلاثة مليارات دولار أميركي.
وفرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول غربية أخرى عقوبات على الحكومة
السورية. وأضرّت الإجراءات التي تشمل تجميد أصول وقيود على التمويل بتجارة الحبوب الحيوية
بالنسبة لسوريا، التي تعتمد على الواردات الغذائية في تأمين نحو نصف احتياجاتها الإجمالية،
حيث يستخدم القمح كغذاء والذرة والشعير كعلف حيواني.
وقال مصدر تجاري لوكالة «رويترز» في لندن أمس، «سوريا لديها مشكلات كبيرة في
الوقت الراهن، تتمثل في إيجاد شركات مستعدة لبيع حبوب مثل الشعير. لا يمكنك فتح خطاب
اعتماد، ويبدو أن مخاطر إبرام أي صفقة تتزايد باستمرار».
وطرحت هيئة حكومية سورية مناقصة دولية الأسبوع الماضي لشراء 150 ألف طن من علف
الشعير. وفي العام الماضي كانت قد طرحت مناقصة لشراء 500 ألف طن من الشعير، لكنها لم
تتمكن من ذلك. وقال المصدر «بسبب المشكلات التي يواجهونها أصبح يتعين عليهم الآن طرح
مناقصات على شحنات أقل».
وكانت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة توقعت، في نيسان الماضي،
أن ترتفع احتياجات سوريا من الحبوب في السنة التسويقية2011 -2012 إلى أربعة ملايين
طن، بزيادة مليون طن عن العام الماضي. وتوقع مجلس الحبوب العالمي أن تحتاج سوريا لاستيراد
900 ألف طن من القمح في 2011-2012 ارتفاعا من 500 ألف طن في 2010-2011.
وقال مدير المعلومات والتحليل في المجموعة الاستشارية لتقييم المخاطر هنري ولكنسون
«سوريا تواجه مشكلات تجارية، وبناء على تقارير، فانه يبدو أن ما يحدث الآن هو أن الشركات
تخرج من البلاد بسبب الأوضاع الأمنية ومخاطر التشغيل، ويمثل ذلك تحديا للحكومة في ما
يتعلق بالواردات». وأضاف «في سوريا الخبز مدعوم، لذلك فإن التحكم في أسعار الخبز سيكون
من استراتيجيات الحكومة المهمة».
وقالت مصادر تجارية، إن سوريا قد تحتاج لتمرير وارداتها عبر دول مجاورة، مثل
الأردن ولبنان، وتهريبها إلى الداخل باستخدام شاحنات وعربات قطارات. وأضافت إن إيران
ورغم أنها تواجه عقوبات من الغرب فمن المتوقع أن يطلب منها المساعدة في إيصال واردات
الحبوب لسوريا. ويمكن نقل هذه الشحنات عبر العراق أو شراؤها نيابة عن سوريا باستخدام
شبكات أقامتها طهران. وقال مصدر تجاري «إيران تمكنت من التحايل على القيود المالية
وتستورد الحبوب، وسنرى سوريا تستخدم الإيرانيين في شراء الحبوب لكن ذلك يحتاج لبعض
الوقت».
إلى ذلك، قال علاو، في بيان تلقت «فرانس برس» نسخة منه، إن «قطاع النفط تعرض
بسبب العقوبات لخسائر كبيرة تقدر قيمتها بنحو 3 مليارات دولار». وأوضح أن سوريا «كانت
تصدر نحو 150 ألف برميل يوميا من النفط الخام من أصل 380 ألف برميل، وقامت الوزارة
بخفض الإنتاج وإغلاق بعض الآبار المنتجة، ما أدى إلى نقص في الإنتاج وصل إلى 35 مليون
برميل تقدر قيمتها بنحو 3 مليارات دولار منذ تطبيق قرارات وقف التصدير» في نيسان العام
2011.
وأشار إلى أن قطاع النفط يعاني «من الأعمال التخريبية الشرسة التي تقوم بها
المجموعات الإرهابية المسلحة، والتي أدت إلى استشهاد 25 مهندسا وفنيا وعاملا وسرقة
وعطب أكثر من 100 آلية وحدوث 40 حادثة تفجير وثقب وتخريب للأنابيب التي تنقل النفط
الخام في أنحاء سوريا».
وقال مصدر ملاحي في لندن لـ«رويترز» إن سوريا تواجه توقفا في واردات وقود الديزل
الضروري لتشغيل المركبات الثقيلة، مع استهلاك سلسلة شحنات من روسيا. وأظهرت بيانات
قدمها المصدر أن ميناءي بانياس وطرطوس السوريين لم يستقبلا أي شحنات من زيت الغاز الذي
يمكن تسويقه كوقود ديزل خلال الأسابيع الأربعة الماضية.