روسيا لن تشارك في اجتماع باريس.. ولافروف يؤكد وجود دول تحاول دفن خطة أنان ومعطيات حول تزويد المعارضة في سورية بالسلاح
سياسة, ن, P 11:27 ص
قال سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي هناك الكثير من الأشخاص يحاولون دفن خطة كوفي انان قبل ولادتها ونضجها.. وقوات المعارضة تريد السعي إلى تدخل الخارج وما زالت هذه القوى موجودة وهي تعرقل مهمة وخطة انان.
وأكد لافروف خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم في بروكسل نقلته قناة روسيا اليوم أن سحب بعثة المراقبين العرب من سورية كان خطوة خاطئة وقال: عندما صرح المراقبون العرب بأن مسؤولية كثيرة تقع على عاتق المعارضين المسلحين تم سحبهم .
وأضاف لافروف إن الأساس والمسؤولية الكبرى تقع على عاتق الحكومة السورية في المحافظة على أمن البلد واستقراره وسيادته لكنها لن تكون قادرة على ذلك إذا لم يطلب المجتمع الدولي من جميع الأطراف وقف اطلاق النار وإعطاء الفرصة للمراقبين الدوليين والانتقال إلى الحوار السياسي.
وقال لافروف: نحن دائما نطالب الحكومة السورية بأن تحاول ما في وسعها لإيقاف العنف وأنا على يقين بأنه لا أحد ممن له قدرات ووسائل تأثير على القوات المعارضة يفعل ذلك.
وتابع لافروف.. يجب أن يطلب كل من له تأثير على قوات المعارضة المسلحة منها أن توقف هذه الأعمال لافتا إلى أن روسيا قدمت جهودا كبيرة بهذا الشأن والتقت مرارا مع مختلف المعارضين السوريين.. متسائلا لماذا لا تقوم دول الخليج بفعل ذلك أيضا.
وقال لافروف: يجب أن ننظر الى الموضوع السوري من منظور أوسع حيث توجد معطيات واضحة وبيانات بأن المسلحين والمعارضين المسلحين يزودون بالسلاح والمعدات والمال من قبل دول أخرى.
وتساءل لافروف هل يعتبر أمرا طبيعيا أن تحدث تفجيرات في دمشق وحلب ولا يقوم أحد بالتنديد بها.
وأوضح لافروف أن روسيا تتحدث مع القيادة السورية بشكل واضح عن كل مايجب القيام به لكن هذا لا يعني أنها ستصغي تماما فهي على أرض الواقع ترى الأوضاع أيضا وقال : الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وتركيا ودول الخليج العربي تسعى جاهدة لإفشال كل ما يدعم خطة انان.. ولو أنهم يدعمون بالفعل هذه الخطة فيجب عليهم ألا يعرقلوها.
وأكد لافروف أن على مجلس الأمن اعتماد ما يصدر عن المراقبين الأمميين وليس عن مجموعة ما يسمى أصدقاء سورية وقال "هم يقولون إننا سنقيم اليوم كيف تنفذ القيادة السورية خطة انان وهذا أمر غير صالح وغير جائز".
ودعا لافروف إلى استخلاص العبر من التجربة الليبية وحمام الدم الذي جرى ويجري هناك وقال "يجب ألا تنزلق حالة عدم الاستقرار إلى دول اخرى وألا تتحول المنطقة إلى مناطق لتهريب السلاح إلى دول أخرى في المنطقة ".
وأشار لافروف إلى المحادثات التي أجراها مع اندروس فوغ راسموسن الأمين العام لحلف الناتو والتي تطرق فيها إلى أن تركيا أقامت معسكرات على أراضيها وتستقبل السوريين وأنه منذ فترة ظهر في وسائل الإعلام التركية معلومات من ضمنها ما نقل عن صحيفة التايمز البريطانية بأن ما يسمى بالجيش الحر يسئ استخدام وجود تلك المعسكرات ويزور تركيا للاستجمام والاستراحة وبعد ذلك تبدأ مجموعاته المسلحة بإطلاق النارعلى المدنيين السوريين وعناصر الجيش والأمن السوري.
وقال لافروف: إنه بعد انتهاء جلسة لحلف الناتو ولسبب ما تحدث بعض وزراء الخارجية اليوم عن سورية بالرغم مما سمعته من تصريحات من الأمين العام للحلف التي قال فيها إن الناتو لا يدرس قضية سورية وبالرغم من ذلك رأوا أنه يجب الحديث عن هذا الموضوع.
وأضاف لافروف "نحن على يقين بأنه يجب أن نفعل كل ما في وسعنا من أجل تأمين وقف إطلاق النار في سورية ودعم خطة انان فالأوضاع ليست مستقرة هناك وتوجد قوات استفزازية يجب مكافحتها وإزالتها كما يجب أن يذهب المراقبون الدوليون الى سورية وعليها تأمين سلامتهم وأمنهم وهذا ما تقوم به بالتشاور مع الخبراء الآخرين".
وقال لافروف "إنني سبق وأن حددت مع وزراء الخارجية العرب في اجتماع خاص عقد بالقاهرة منذ شهر ونصف الشهر خمس نقاط لحل الأزمة في سورية وعلى رأسها عدم التدخل العسكري ولكن عندما غادرت مصر علمت أن وزير الخارجية القطري قال بعد خروجي من الاجتماع انه يجب دعم التدخل العسكري في سورية فلم افهم هذا الموقف لأننا اتفقنا واجمعنا كلنا خلال الاجتماع على عدم التدخل العسكري في سورية ولكنه غير رأيه بعد ذلك".
وبشأن الدرع الصاروخية التي يعتزم حلف الناتو نشرها أكد لافروف أن الدرع الصاروخية تشكل عقبة في علاقات روسيا مع الناتو مطالبا بتقديم ضمانات كاملة ومؤكدة إلى روسيا بألا تكون أي منظومات درع صاروخية يتم تطويرها بشكل أحادي من قبل الناتو والولايات المتحدة موجهة ضد الأمن القومي الروسي والأراضي والصواريخ الروسية بشكل عام وقال " يجب أن تكون هذه المنظومات من أجل أهداف خارج المنطقة الأورو أطلسية كما يجب تفعيل وتنفيذ كل بنود اتفاقية ستارت مع واشنطن لافتا إلى أن هذه الاتفاقية تجري وفقا لما خطط له".
وأضاف لافروف "إن حرب روسيا مع جورجيا لم تكن وليدة عهدها بل كان مخطط لها وكانت نتيجة ثمار التعاون بين الناتو وجورجيا وتعاطيه معها في مختلف مجالات الدعم".
وقال لافروف إن الولايات المتحدة تقوم بتطوير مضادات صاروخية كأسلوب جديد من التسليح وعسكرة الفضاء وكل هذه الأمور من شأنها ان تزعزع الاستقرار الاستراتيجي وهذا يعني أن الناتو والولايات المتحدة يرفضان التصديق على المعاهدة المتعلقة بتقليص الاسلحة التقليدية معربا عن قلقه من سلوك الولايات المتحدة في هذا الإطار.
ودعا لافروف جميع الشركاء الدوليين إلى الإصغاء للطروحات الروسية حول هذا الأمر وقال إن الولايات المتحدة تقيم منظومات صواريخها في دول أخرى وتتمتع هذه الصواريخ بجاهزية عسكرية كاملة ولذلك قبل الحديث عن التقليص المتكافئ للأسلحة بين البلدين يجب ان تكون الاسلحة التابعة للولايات المتحدة موجودة على أراضيها كما هو عليه الحال بالنسبة لروسيا.
وطالب لافروف الولايات المتحدة بسحب أسلحتها التكتيكية والنووية من أوروبا إلى أراضيها وتفكيكها قبل الحديث عن تقليص الأسلحة التكتيكية النووية في روسيا.
وقال لافروف "إن الحديث عن تقليص روسيا والولايات المتحدة الأمريكية للأسلحة التكتيكية النووية سيكون ممكنا بعد أن تسحب واشنطن هذه الأسلحة من أوروبا إلى إراضيها وتفكك كل البنية التحتية اللازمة لاستخدامها".
وأوضح لافروف أنه خلافا للأسلحة النووية الروسية غير الاستراتيجية فإن الأسلحة الأمريكية تتوضع خارج أراضي الولايات المتحدة الامريكية ولا تزال البنية التحتية لاستخدام هذه الأسلحة جاهزة في البلدان التي تنشر فيها مؤكدا أنه لكي يبدأ الحديث عن هذا الموضوع فلا بد أولا من معادلة الأمر بسحب هذه الأسلحة من هذه البلدان وتفكيك البنية التحتية عند ذلك يمكن العودة إلى هذا الموضوع ضمن سياق التوازن الاستراتيجي.
وأعرب لافروف عن قناعته بأن منظومة الدرع الصاروخية يجب أن تراعي مصالح كل الدول الأعضاء في مجلس روسيا الناتو موضحا أن الخلاف الموجود مع أعضاء الناتو في بعض المسائل الأساسية الخاصة تتعلق بأمن روسيا والعالم عموما وبمنظومة الدرع الصاروخية.
وأشار لافروف إلى أن الأولويات في روسيا هي المحافظة على الاستقرار الاستراتيجي في وقت تقوم فيه الولايات المتحدة الأمريكية والناتو بإنشاء منظومة عالمية للدرع الصاروخية من جانب واحد الأمر الذي يتطلب ضمانات واضحة بأن نشر عناصر هذه المنظومة لن تكون موجهة ضد القدرة الاستراتيجية الروسية مشيرا إلى وجوب أن تكون هذه الضمانات مبنية على معايير موضوعية يمكن على ضوئها تقييم أهداف المنظومة الصاروخية وخاصة اعتراض التهديدات الصاروخية التي تقع خارج منطقة أوروبا والمحيط الأطلسي لان الضمانات السياسية بعدم توجيه المنظومة الصاروخية ضد روسيا غير كافية.
وطالب لافروف بضمانات واضحة وأكيدة على أن منظومة الدرع الصاروخية ليست موجهة ضد روسيا على أن تكون متضمنة معايير حربية تقنية متفقا عليها وتسمح بالتاكد من أن المنظومة ليست موجهة ضد البلدان الاوروبية ومن ضمنها روسيا.
وكشف لافروف عن أن وزارة الدفاع الروسية ستنظم في أيار القادم مؤتمرا مختصا بالمسائل العسكرية التقنية ومن دون مسائل السياسة في موسكو تدعو اليه خبراء عسكريين وأخصائيين من المهتمين بالأمور العسكرية لكي يتم النظر إلى مشكلة منظومة الدرع الصاروخية بعيون المحترفين.
روسيا: هدف اجتماع باريس تعميق الخلافات بين الحكومة والمعارضة
وفي بيان رسمي اليوم أعلن الكسندر لوكاشيفيتش المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية أن روسيا ردت سلبيا على دعوة تلقتها إلى المشاركة في الاجتماع الوزاري في باريس بشأن سورية.
وقال لوكاشيفيتش "إن موسكو أرسلت جوابها على دعوة فرنسية استلمتها الى المشاركة في اجتماع ينعقد اليوم في باريس لوزراء خارجية عدد من الدول لبحث الأزمة السورية وهو جواب سلبي مشيرا إلى أن منظمي الاجتماع لم يكونوا يعولون كثيرا على حضور روسيا للاجتماع إذ إنهم أرسلوا الدعوة قبل أقل من يومين على عقده".
وأضاف "أن اجتماع باريس ينطوي على طابع أحادي الجانب أيضا ولم توجه الدعوة إلى حضوره كالسابق إلى ممثلي حكومة الجمهورية العربية السورية علما أن مهمات هذا الاجتماع لا تتجسد أبدا كما تدل جميع الدلائل في البحث عن أسس للبدء بحوار سوري سوري بل على العكس من ذلك في تعميق التناقضات بين الحكومة السورية والمعارضة عن طريق التشجيع على فرض عزلة دولية على سورية".
وأكد لوكاشيفيتش أن موقف روسيا من مثل هذه الاجتماعات معروف جيدا وهو لا يختلف عن تقييماتنا للاجتماعيين السابقين لما يسمى مجموعة أصدقاء سورية في تونس واسطنبول.
وقال المتحدث "إن ما يستدعي الانتباه أيضا أن مجلس الأمن اتخذ بالإجماع منذ أيام القرار 2042 حول توجيه مجموعة طليعية من مراقبي الأمم المتحدة ضمن أطر تنفيذ مهمة المبعوث الخاص كوفي أنان ويستمر العمل في أمانة الأمم المتحدة حول مؤشرات وتفويض بعثة كاملة الأبعاد لمراقبي الأمم المتحدة ومن الضروري الآن أكثر من أي وقت مضى التفكير في بذل الأسرة الدولية لجهود منسقة لاحقة لتجاوز الأزمة السورية الداخلية انطلاقا من خطة أنان وعدم التقوقع في خطوات أحادية الجانب ضمن أطر إجراءات ستكون في توجهاتها وهذا ما يغدو واضحا للعيان على ضوء الجلسة الأولى التي انعقدت قبل أيام في باريس أيضا لما يسمى مجموعة العمل في مجال العقوبات التي أسستها مجموعة أصدقاء سورية المشار إليها حيث جرى من جديد وجديد في الوثيقة الختامية لهذه الجلسة تكرار الدعوة إلى تشديد وتوسيع نظام العقوبات ضد الحكومة السورية وهذا ما يتعارض بكل بساطة إن لم نقل إنه يقوض القرارات المنسقة لمجلس الأمن المتعلقة بمهمة المبعوث الخاص إلى سورية".
وقال لوكاشيفيتش "إن موسكو تدعو في هذا الصدد جميع أولئك الذين يريدون فعلا وضع نهاية لآلام الشعب السوري ووقف العنف وضمان تطور سلمي وديمقراطي للبلاد على أساس الوفاق الوطني إلى ألايعمدوا إلى ممارسة نشاط سياسي هدام بل أن يدعموا بصورة فعالة وخطوات عملية جهود كوفي أنان والإسهام بكل شيء لتنفيذ القرارات المنسقة لمجلس الأمن حول سورية".