"الفورمولا 1" يشعل الاحتجاجات في لبحرين وانسحاب بالجملة للمشاركين
أخبار, العرب, ن, i, N 5:59 ص
تصاعد التوتر في الشارع البحريني أمس، مع اقتراب انطلاق فعاليات سباق «فورمولا وان» في ظل تعمّق الأزمة السياسية بين الحكومة والمعارضة بمختلف أطيافها.
وبالتزامن مع حملة اعتقالات وقمع واسعة شنتها قوى الأمن خلال الأيام الأخيرة، قرر عضوان في أحد فرق سباق السيارات مغادرة البحرين بعد تعرض سيارة تابعة لفريقهما لحادث إطلاق قنبلة حارقة من قبل المتظاهرين في المنامة.
وهدد ناشطون يسعون لإطاحة النظام الملكي في البحرين بتنظيم «أيام غضب» مع بدء سباق «فورمولا وان»، في الوقت الذي يتجاهل منظمو السباق دعوات تطالب بإلغاء الحدث على غرار ما حدث في العام الماضي.
وتزايدت المخاوف بشأن سلامة المشاركين في سباق الجائزة الكبرى للسيارات «فورمولا وان» بعدما تعرض فريق «فورس انديا» المنافس لحادث إلقاء قنبلة حارقة بينما أطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع وطلقات الخرطوش لتفريق محتجين مناهضين للحكومة.
وذكرت لجنة حلبة البحرين أن أربعة من فريق «فورس انديا» كانوا في طريقهم بين الحلبة والعاصمة المنامة عند وقوع «حادث فردي يتعلق ببضعة متظاهرين مخالفين للقانون تصرفوا بعنف تجاه قوات الشرطة».
وأضافت اللجنة أنه «خلال الحادث ألقيت قنبلة مولوتوف بالقرب من مركبة أفراد الفريق».
وأكدت اللجنة أنها «تثق في قدرة السلطات المحلية على التعامل مع أي أحداث من هذا القبيل»، وأن «بوسعها التأكيد أنه يجري اتخاذ كل التدابير المطلوبة حول الحلبة لتوفير المستوى الامني المطلوب».
لكن عنصرين من فريق «فورس انديا» أعلنا أنهما ينويان مغادرة البحرين بعد هذا الحادث.
وانتشرت قوات الأمن في شتى أنحاء المنامة، وتمركزت الشرطة على الجسور المختلفة التي تربط العاصمة بباقي أنحاء البلاد وحلبة الصخير الدولية لسباق السيارات حيث سيقام سباق «فورمولا وان».
وشهدت غالبية القرى المحيطة بالمنامة منذ مساء أول من أمس مواجهات بين قوات الأمن والمحتجين الذين يصعّدون تحركاتهم عشية بدء فعاليات السباق.
ونظمت هذه التظاهرات بدعوة من «ائتلاف شباب 14 فبراير» الذي يضم المجموعات الشبابية المعارضة للحكومة والعاملة خارج إطار المعارضة الرسمية، فيما توعد شباب الائتلاف عبر مواقع التواصل الاجتماعي بتنفيذ «ثلاثة أيام غضب» خلال يومي التجارب الحرة والرسمية اليوم وغداً ويوم السباق نفسه بعد غد الأحد.
ورفع المتظاهرون شعار «لا لفورمولا الدم» و«نريد الحرية وليس الفورمولا»، وهي شعارات نُشرت أيضا على صفحات المحتجين على مواقع التواصل الاجتماعي.
وذكر شهود عيان أن السلطات البحرينية نفذت حملة اعتقالات طالت قيادات الاحتجاجات في القرى، وذلك في محاولة على ما يبدو لاحتواء الاحتجاجات.
وكانت منظمة شباب البحرين لحقوق الانسان قد أفادت بأن السلطات اعتقلت حوالي ثمانين ناشطا من قادة الاحتجاجات خلال الايام الماضية. وتأتي تحركات «ائتلاف شباب 14 فبراير» بموازاة تظاهرات اخرى تنظمها جمعية «الوفاق» المعارضة التي تمثل التيار المعارض الرئيسي، طوال هذا الاسبوع تحت عنوان «أسبوع الصمود والتحدي».
وتركز جمعية «الوفاق» التي تقول انها تريد «إسماع صوتها» ولا تدعو رسميا الى إلغاء سباق الفورمولا، على المطالبة بالديموقراطية و«إنهاء الدكتاتورية»، فيما تجاهر المجموعات الشبابية التي يتعاظم تأثيرها على ما يبدو، بشعارات مناهضة للملكية والاسرة الحاكمة وتشهر شعار «إسقاط النظام».
وجاء في بيان لقوى المعارضة السياسية التي تتزعمها «الوفاق»: «تشدد قوى المعارضة على أن تمسك الشعب البحريني بسلميته أصبح مضرباً للأمثال وفاق في بعض الأحيان الثورات العربية الأخرى، وهو مؤشر قوة على صلابة هذا الشعب وصموده في مقابل عام كامل عملت فيه السلطة بكل طاقاتها وإمكاناتها وأجهزتها ومعاونيها في الداخل والخارج على إخماد صوت الشعب وإحداث الإرباكات والفتن التي فشلت أمام وعي الشعب البحريني بكل انتماءاته وفئاته حيث وقف شامخاً أمام كل هذه الممارسات لإخماد صوته وثورته، التي تطالب بالتحول الديموقراطي ورفض التسلط والديكتاتورية».
وبينما توافد إلى البحرين مراسلو الصحافة الرياضيون لتغطية السباق رفضت طلبات مراسلين غير المراسلين الرياضيين من وكال «رويترز» ووكالات أنباء أخرى للحصول على تأشيرة دخول للمملكة.