مقربون من الأسير: تمويل قطري للأسير عبر فضل شاكر
إعلام, مواقع, ن, i, J 12:36 ص
كلام كثير تتناقله الألسن حول ظاهرة الشيخ أحمد الأسير، التي وضعت تحت المجهر بعد انتقالها من مسجد بلال بن رباح في عبرا الى بيروت وتحديداً الى وسط العاصمة، ومع هذا الكلام، بدأ أهل البيت المقربون سياسياً من الأسير بكيل الإتهامات وتسريب المعلومات، كما ان خصوم الاسير من أصدقاء سوريا يشاركون القوى السياسية في 14 آذار الحسابات وضرب الأخماس بالأسداس أثناء دراسة الحراك الطارئ الذي قاده الشيخ أحمد الأسير.
ولأن الكلام الاتهامي كبير، ننقله على عواهنه كما ورد، كما نتصل بالمعنيين للرد او لإبداء الرأي، خصوصاً ان الوقائع وردت في اطار من المعلومات الأكيدة، وفيها أن الشيخ الأسير يتحضر لإقامة اعتصام آخر في عاصمة الشمال طرابلس – بعدما اعتقد ان اعتصام بيروت قد نجح – وتضيف المعلومات ان الأسير يولي عناية كبيرة للسلفيين في طرابلس ومحافظة عكار بعد أن اصيبوا بالإحباط لأن القوى السياسية الحليفة خذلتهم في الموضوع السوري، وبأن هؤلاء لم ينصروا اخوتهم داخل سوريا، كما ان هذه القوى تخلت عن السجناء الاسلاميين «المظلومين» في سجن روميه.
} الأسير كبقعة الزيت }
وتؤكد الاتهامات التي يطلقها حلفاء سوريا وبعض القوى السياسية في 14 آذار، بأن خريطة الطريق للتمويل تنطلق من خلال الصداقة التي تجمع المطرب فضل شاكر مع تميم نجل ابن حاكم قطر، وتضيف الاتهامات بأن الأموال تتدفق من خلال تنافس بين أمير قطر ورئيس حكومته وان الحماسة بلغت لديهما بأن يمولاّ دون سؤال او حسيب. ويضيف هؤلاء بأن التمويل القطري هو جزء من كل في المنطقة، والتمويل اللبناني لا ينفصل عن الاهداف التي تتوخاها قطر وأبرزها وصول الاسلاميين الى الحكم بديلاً عن الأنظمة المنهارة.
وفيما يعتبر الصقور في تيار المستقبل ان الشيخ الأسير «يأكل من صحنهم»، وان حركته سوف تجذب أنصارهم بعد الإنكفاء الديناميكي الواضح في الساحات وفي المواقف السياسية تجاه الأزمة السورية، حتى أن بعض الصقور وصف تمدد الشيخ الأسير ببقعة الزيت التي ستنتشر في الاقليم والبقاع الغربي والشمال بعدما ترسخت في صيدا.
هذه الهواجس التي تتردد في الحلقات الضيقة لأنصار تيار المستقبل، كانت موضوعاً رئيسياً في الحوار الهاتفي مع النائب أحمد فتفت الذي سارع بالردّ حول مسألة قضم الأسير لشعبية تيار المستقبل فقال: أبداً أبداً السلفيون يأكلون من صحون بعضهم البعض. والدليل أن ساحة الشهداء كانت شبه خالية في ساحتي الاعتصام، ففي الأولى لم تتعدَّ رقم الـ 700 شخص فيما ساحة فايز شكر إحتشد فيها 2000 معتصم معظمهم من الأولاد ومن التابعية السورية.
وبالعودة الى ظاهرة الشيخ الأسير، يضيف النائب فتفت بأن هذه الظاهرة موجودة مثلها بأعداد كبيرة في طرابلس واذا اعتبر البعض بأن نزول الأسير الى بيروت هو بمثابة إجتياح اصولي وسلفي للعاصمة، فهذا خطأ، لأن الشيخ الأسير ابن صيدا هو بحاجة الى بيروت كي تساعد في اطلالته الاعلامية والسياسية على كافة اللبنانيين، فيما الاصوليون والسلفيون في طرابلس لم يكونوا يوماً بحاجة للنزول الى العاصمة لأن مدينة طرابلس كانت كافية لإطلاق مواقفهم. واذا عدنا الى التاريخ الحديث فإن رجالات السياسة في طرابلس، كالرئيس الراحل رشيد كرامي الذي انطلق من عاصمة الشمال كقامة وطنية، فيما الرئيسان رياض الصلح ورفيق الحريري انتقلا من صيدا الى بيروت ليصبحا رمزين وطنيين في التاريخ اللبناني الحديث.
والشيخ الأسير كان وسيبقى شيخاً مغموراً في منطقة شرق صيدا لو لم يعتصم في وسط العاصمة، رغم ان هذا الوسط لا يزال ملكاً جماهيرياً لقوى الرابع عشر من آذار، علماً أن الشيخ دقماق الذي دعم الأسير لم يستطع تأمين سوى باص واحد من طرابلس وهذا دليل اضافي الى أن الاسلميين يأكلون من صحون بعضهم البعض.
وأضاف النائب احمد فتفت بأن الشيخ الأسير قد يلعب دوراً في السياسة خصوصاً ان الطبيعة لا تحب الفراغ، لكن المفروض ان توضع الأحجام والظواهر بأحجامها الجماهيرية الطبيعية، وأنا الذي أعجبني خطاب الأسير لما يحمله من اطمئنان ورسائل جيدة للمسيحيين، اعتبر ان الديموقراطية تفرض علينا التنوع وإن على الجميع لعب أدوارهم السياسية بعيداً عن أحجامهم الشعبية. وأنا أعطيت موافقتي على العلم والخبر لحزب التحرير عندما كنت وزيراً للداخلية، ورغم الضجة التي أثارها التيار الوطني الحرّ وشارك بها تيار المستقبل في بعض الأحيان، فإنني لا أزال مصرّاً على ضرورة التنوع والدليل اليوم أن حزب التحرير رغم الاعتصامات والعناوين السورية التي يرفعها في الشمال، لا يشكل اي خطر على الأمن ولا على الصيغة اللبنانية.