الصارجي: على الدولة طباعة عملة جديدة لمواجهة المخزون الهائل لها في الخارج و الذي يستخدم في محاربة اقتصادنا
مال و أعمال, ن, B, i 9:40 ص
وجود عمليات تهريب للعملة السورية إلى لبنان ومن ثم تستقر وتخزن في جدة بالسعودية بحسب ما تشير إليه المعلومات يستدعي اتخاذ حلول سريعة من قبل مصرف سورية المركزي وحاكمه د.أديب ميالة للحد من عمليات التهريب، يقول متابعون ومعنيون بالشق الاقتصادي.
وليس بعيداً عن ذلك يأتي المقترح الذي قدمه رئيس جمعية الصاغة جورج صارجي المركزي كأحد الوسائل المتاحة بنظره للحد من هذه العملية، مؤكداً أن الهدف الأساسي من المقترح الذي رفع للمصرف لمركزي بخصوص "طباعة جديدة لكامل العملة السورية"، وتغييرها بعد إعطاء مهلة محددة لكل من يرغب في تبديل ليراته السورية بالعملة التي ستصدر بدلاً من العملة المتداولة حالياً (وهو الأمر الذي طالَب به عبر جريدة الوطن) يكمن في الحد من عمليات التهريب الحاصلة، في ظل وجود كميات كبيرة تهرب إلى الخارج من سورية للبنان ومن ثم للسعودية، حيث سيسهم هذا الإجراء بإعدام قيمة هذه العملة المزورة.
وأضاف:هناك إمكانية للتعامل مع المصارف الروسية مثلاً لطباعة العملة ،بعد توقف أعمال الطباعة مع النمسا جراء العقوبات المتخذة بحق سورية، منوهاً لأثر ذلك على صعيد أسعار الدولار الذي بلغ اليوم حدود /71/ ليرة سورية، كما ينعكس ذلك على أسعار الذهب، حيث وصلت الأونصة لـ (1732)، و(3475) لعيار /21/.
وقال د.أكرم حوراني الأستاذ في كليَّة الاقتصاد جامعة دمشق والخبير في مجال المصارف والتأمين أن هذا الموضوع لا يمكن التعليق عليه، لان له آثار اقتصادية عنيفة وخطيرة ، ذاكراً أن من قام بهذا التصريح ليس لديه خبرة نقدية أو مالية، وعليه ترك هذه التصريحات للمسؤولين عن السياسة النقدية.
كما بين المحلل الاقتصادي د. عبد القادر حصرية أن التطرق لهذا الموضوع يهز الثقة بالعملة السورية ويوحي بمنعكسات خطيرة، كما أن هناك مشكلة في طباعة العملة حالياً، حتى وإن تم تأمين البدائل لعملية الطباعة كروسيا مثلاً، فإنه يتطلب وجود إمكانيات مالية وفنية، مضيفاً: لا يسهم هذا المقترح بخفض الدولار، وليس هو الوقت المناسب لاتخاذه.
وأوضح المحلل الاقتصادي د.حيان سلمان أن المطلوب في هذه المرحلة بحث كافة الوسائل التي تحد من إضعاف قيمة الليرة السورية ومنعها من التهريب خارج الحدود، واعتمادها كقوة شرائية في السوق السورية، مضيفاً: يحصل ذلك في أوقات الأزمات وضغط بعض الدول وخاصة المجاورة على دولة ما من الدول كما يحدث الآن في سورية بسبب المؤامرة العربية الغربية عليها، سيما أن هناك الكثير من الأخبار الاقتصادية التي تؤكد بان كل من (قطر والسعودية) وجهوا عملاءهم إلى تجميع الليرات السورية من مختلف الفئات في مركز واحد يقال أنه (جدة) بهدف التلاعب بقيمة الليرة في السوق السورية، وتخفيض قيمتها أمام العملات الأخرى، من خلال التحكم بضخ كميات كبيرة منها في السوق ما يؤدي إلى الخلل ما بين العرض والطلب ويزيد العرض عن الطلب فتنخفض قيمتها، لذا نرى أن على المركزي أن يتصرف بما يبطل هذه المحاولة، وقد يكون أحدها "استبدال الليرات المتداولة أو تشديد الرقابة من قبله".