لهذا السبب.. يغيّب الإنسحاب الأميركي من العراق بشكل كامل عن فضائيات «الجزيرة» وأخواتها
إعلام, مواقع, ن, i 11:50 ص
نشر موقع المنار اللبناني تحقيقا صحفيا حول تغطية الفضائيات العربية للحدث الهام المتمثل بالإنسحاب الأميركي من العراق والمقرر نهاية العام الجاري، حيث توصل التقرير إلى أن الأجندات التي تتبعها هذه الفضائيات تفرض عليها حجب هذا الحدث الهام من جدول بثها اليومي.
فالتحقيق أجرى عدة لقاءات مع مجموعة من الإعلاميين العرب الذين أكدوا أن انعدام تناول هكذا حدث في الفضائيات يعود لسببين:
الأول: هو أن الإنسحاب الأميركي يعتبر هزيمة كبرى لمشروع الإدارة الأميركية في المنطقة وبما أن هذه القنوات تخضع في توجهاتها السياسية لجهات عربية لا يمكن لها أن تخرج عن تقديم ولاء الطاعة للأميركي فلا يمكن أن تغطي المحطات هذا الحدث الكبير الذي يعتبر بمثابة نكسة كبيرة للمشروع الأميركي بالمنطقة.
الثاني: إن كامل تركيز هذه المحطات منصب خلال الفترة الأخيرة على التحريض وتسعير الفتنة بين الشعوب العربية، فالأجندات السياسية التي فرضت على هذه القنوات تتناقض تماما مع فكرة تغطية الإنسحاب الأميركي من العراق، فلا يمكن لقناة مثل الجزيرة تخصص ساعات طويلة من بثها اليوم لتقديم الأكاذيب الهادفة خلق الفتنة بين الشعب السوري مثلا أن تقدم تغطية موضوعية عن اسحاب السيد الأميركي من العراق.
المدير السابق لمكتب لقناة الجزيرة في لبنان غسان بن جدو رأى أن هناك إنحرافاً سياسياً عربياً ينعكس على الإعلام، خصوصاً وأن أجندة الإعلام العربي مرتبطة بالأنظمة العربية المموِّلة له، والمعنية اليوم بتخفيف وطأة هزيمة الإدارة الأميركية في العراق.
واعتبر أن التعتيم على الحدث العراقي ليس مستغرباً، بعد أن بات الحدث الفلسطيني يحتل آخر العناوين في أخبار الفضائيات العربية، وبعد الإهمال الاعلامي الواضح لعمليات المقاومة الفلسطينية والذي بدا جلياً في تغطية عملية إيلات الأخيرة، موضحاً في الوقت عينه أن وسائل الإعلام العربية ظهرت في الأشهر الأخيرة وكأنها معنية بإسقاط أنظمة لا بالتعبير عن إرادة الشعوب.
من جانبه لفت جان عزيز مدير الأخبار والبرامج السياسية في قناة "أو تي في" أنه لا يوجد وسائل إعلام عربية بل أجهزة مجندة بخدمة المعركة الكبرى بالمنطقة، معركة المشروع الأميركي، الذي يلتف حوله العرب، ضد المشروع الآخر.
وأردف بأن الإعلام العربي عبارة عن جهاز إنباء يعمل لصالح المشروع الأميركي الذي نشأ منذ لحظة انهيار الاتحاد السوفيتي، وهاجسه الوحيد كيف يحتوي المارد الجديد أي الإسلام.
وتقاطع رأي مريم البسّام مديرة الأخبار في قناة "نيو تي في" مع رأي كلٍ من بن جدو وعزيز، فاعتبرت أن الإعلام في العالم العربي مرسوم على مقاس الأنظمة. وأضافت أنه لا يوجد اختلاف بين سياسات الأنظمة العربية ولا سيما الخليجية وبين السياسة الأميركية.
وقالت إن المعركة اليوم إعلامية، فالإدارة الأميركية نصّبت أنظمة في دولة الخليج تسيطر على الإعلام؛ الذي أصبح جناحاً فاعلاً في أي معركة وبات بمثابة الذراع المسلح لأي جبهة.
وأشارت البسّام أن المطلوب اليوم تحقيق انتصار يعوّض عن الهزيمة الكبرى في العراق، وأن الإعلام العربي يؤدي الدور المطلوب منه لتحقيق هذا الهدف، فيسلط الضوء هناك ويضخم هناك ويعتّم على المطلوب التعتيم عليه ويتجاهل وفقاً لما تقتضيه مصلحة الأميركيين، مذكرة بالتعامي الإعلامي عن احتجاجات البحرين والقطيف وعُمان.
وأضافت أن المعركة ماضية قدماً، وأن هذه الدول، وانطلاقاً من حرصها على مصالحها وبقائها، تحاول عكس الصورة بما يرضي السيِّد الأميركي الذي بات عامل استقرار لهذه الأنظمة.
المصدر: المنار
Syria a2z news