بانتظار أن يتحدث "الرجل القوي"




كتب أيمن قحف
ما غزي قوم في عقر دارهم إلا ذلوا...
عبارة شهيرة و بليغة للإمام علي كرم الله وجهه ، عبارة تعبر بشكل ما عما يجري، هناك محاولات غزو لنا في عقر دارنا  لوضعنا في مرتبة "الذل" ..
ولكن عنصر المفاجأة هو الأساس للغزو وهذا غير متحقق ، فلا يحق لنا أن نبدو "متفاجئين" بموقف العرب والعالم !
قال نابليون منذ مئات السنين : "قبل أن يقفز العدو لا بد أن يثني قدميه " ، ونحن وصلتنا آلاف الإشارات على السيناريو المحضر لسورية ، وحديثنا عن "المؤامرة" هو اعتراف صريح بأننا نعرف ما يتم تخطيطه لسورية ..
السؤال هنا: ما دام "العدو " أثنى ركبتيه ، وبالتالي لم يعد هناك عنصر "المفاجأة" ماذا حضرنا؟
منذ بدء موسم "قلب الأنظمة" في الشارع والإعلام ، ومن طال عمره يحضرون له الناتو ، منذ بدء الموسم ردد كثيرون : البروفا هناك والمسرحية في سورية !
لم نكترث !
بدأت الأحداث ، ومنذ ذلك اليوم كل ما نقوم به هو ردات الفعل تجاه ما يجري على الأرض وفي الخارج ، تركنا الأزمة تغزونا في عقر دارنا وبعد ذلك بدأنا معالجات النتائج ، وفي كل يوم تظهر أزمات جديدة ومؤسساتنا الأمنية والسياسية والإعلامية تتعامل مع "النتائج "!!
قلنا مراراً أنه مع وضوح السيناريو لا تنفع الحلول التقليدية والانتظار ، والمطلوب هو أن نسبق الأحداث ونترك الآخرين "يرتبكون"!
قلنا مراراً أن الحل لن يكون إلا من الداخل و من أيدي السوريين أنفسهم ، ونضيف اليوم وبكل الثقة : الشخص الوحيد في هذا العالم القادر على صياغة الحل الذي يحمي سورية وشعبها ومؤسساتها هو الرئيس بشار الأسد ، وهذا كلام غير عاطفي ولا يأتي من منطق "الموالاة أو المعارضة " بل من معايشتنا للحدث بكل تفاصيله ...
بل هو الشخص الوحيد القادر على "توحيد المعارضة" تحت سقف حماية الوطن !
الرئيس الأسد هو "الرجل القوي" ولا يوجد غيره من يستطيع قيادة سورية إلى بر الأمان ، فالشعب السوري لا يثق بمعظم المعارضة ولا سيما من تم تصنيعها في واشنطن وأوروبا والدوحة ممن يطالبون بالتدخل الخارجي ، وبعض المعارضة الوطنية تستحق الاحترام لمواقفها الواضحة لحماية الوطن ورفض التدخل الخارجي ..
الرئيس الأسد هو الوحيد القادر على الحصول على "شرعيته" من المواطن السوري بينما "شرعية" المجالس تؤخذ من شاشة الجزيرة وصالونات واشنطن وباريس والدوحة واستانبول..
الوضع السوري بحاجة أكثر من أي وقت مضى لـ"إطلالة رئاسية" تشرح للمواطن السوري بكل شفافية وصراحة ما يجري في الداخل والخارج ، عن التحديات المنتظرة والأخطاء التي ارتكبها النظام أو بعض مؤسساته ورجالاته ، عن مصير الاصلاحات والحوار المنتظر حتى ولو رفضه البعض..
المواطن السوري ينتظر أن يحطم الرئيس الأسد حواجز "المؤسسات" وأن ينظر في عيني كل مواطن سوري ، وبعضهم مستعدون للموت لأجله شخصياً ، وملايين منهم يخرجون مؤيدين للرئيس والاصلاح ، هذا المواطن لم يعد يفهم ما يجري وما ينتظره حقاً؟


والأهم ما هو المطلوب منه سوى الانتظار أو "الموت " في مكان ما على يد قاتل ما؟!
المواطن السوري يمكن الاعتماد عليه والثقة به ، ومصارحته بالواقع – مهما كان صعباً – هو السبيل الوحيد لكسب تعاونه ، وعندما يقرر المواطنون انهاء المشكلة فستنتهي ..
الناس ينتظرون الرئيس شخصياً ليبلغهم ما يجري وما هي خطوات الحل ليتعاون الجميع في حماية سورية ..


الناس جاهزون للهجوم على المشكلة في عقر دارها بدلاً من انتظارها ، ولكن لا معركة يمكن حسمها بدون "أمر القائد ",  
لقد أفلست الحلول العربية وأمامنا اليوم إما التدويل وإما العودة للحل الوطني الداخلي ، وباعتقادنا أنه ليس من المستحيل التعامل مع مجموعة من السوريين الغاضبين ، و أي حل يأتي من الداخل سيكون أقل كلفة بكثير من حلول "الشيخ "حمد !     

·         هوامش من التاريخ :
  برز الثعلب يوما....فى ثياب الواعظينا

فمشى في الارض يهدي ........ويسب الماكرينا

ويقول الحمد لله ......اله العالمينا

ياعباد الله توبوا.....فهو كهف التائبينا

وازهدوا في الطير .......ان العيش عيش الزاهدينا

واطلبوا الديك يؤذن ......لصلاة الصبح فينا

فاتى الديك رسول .....من امام الناسكينا

عرض الامر عليه....وهو يرجو ان يلينا

فاجاب الديك عذرا......يااضل المهتدينا

بلغ الثعلب عني ........عن جدودي الصالحينا

عن ذوي التيجان ممن ..... دخل البطن اللعينا

انهم قالوا وخير ..........القول قول العارفينا

مخطىء من ظن يوما.....ان للثعلب دينا

****
بنو يعرب لا تأمنوا الترك بعدها      بنو يعرب إن الذئاب تصول !
"مع تعديل بسيط : بنو سورية لا تأمنوا لا العرب ولا الترك بعدها!!

أخبار ذات صلة



0 التعليقات for بانتظار أن يتحدث "الرجل القوي"

إرسال تعليق

syria a2z news (c) 2011 All Rights Reserved