محللون : الموافقة السورية على مبادرة الجامعة قلبت اللعبة واربكت الكبا
3, أخبار, العرب, ن 6:22 م
عربي برس
إعلان سورية موافقتها على الورقة العربية الخاصة بمبادرة الجامعة ، مع تحفظها على نقطتي مكان الحوار مع المعارضة، وآلية مراقبة العنف، قطع الطريق على احتمالات وسيناريوهات كثيرة ، مع بقاء حالة التوتر النفسي في الداخل ، وخاصة من جهة المعارضة التي اعتبرت ذلك إحباط جديد لها ، ويعتقد في حال استمرار عمليات القتل من قبل المسلحين في سورية سيؤكد أنهم مرتبطين بقوى خارجية والتي ليس في مصلحتها أن يهدأ الوضع في سورية .
ويجري الحديث اليوم في الأوساط الإعلامية والسياسية عن زيارة مرتقبة للشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إلى سورية يسبقها زيارة لوزير خارجيته الشيخ حمد بن جاسم لترتيب الزيارة .
للوقوف على الموافقة السورية و الزيارة القطرية المحتملة ، قال المحلل السياسي السوري "طالب إبراهيم " لموقع "عربي برس "يعد هذا الاتفاق نصرا للجميع لسورية أولا وللجامعة العربية ولمنطق الحوار ،وطريقة لحل الأزمة الدائرة حاليا في سورية ، ويبدو أن هناك بنود في الاتفاق لم يتم الإعلان عنها ، واعتقد أنها في مصلحة الجميع ، وأتوقع أن تكون هذه البنود متعلقة بوقف التحريض الإعلامي والمذهبي والديني ، إضافة إلى إيقاف تمويل العصابات المسلحة العاملة في سورية ، كما أنه لم يتم تحديد مكان الحوار الوطني المرتقب ، وهنا أتوقع بأن يكون في سورية وبمشاركة الجامعة العربية ، وهناك أمر آخر ينبغي الإشارة إليه ، حيث من المحتمل أن تكون هناك انفراجة مهمة في العلاقات العربية –العربية بعد هذا الاتفاق ، إضافة إلى احتمال زيارة قريبة للأمير قطر إلى سورية .
وعن أسباب التحول في الموقف العربي قال "إبراهيم" من المؤكد أن الموقف الدولي الحازم والرافض لتكرار السيناريو الليبي في سورية، هو من احد الأسباب في ذلك التحول ، وخاصة بعد إعلان وزير الخارجية الروسي من دبي أن بلاده ترفض أي تدخل عسكري في سورية ، أضف إلى الأسباب السابقة المسيرات المليونية المؤيدة للرئيس بشار الأسد ، والتي وضعت الأمور في نصابها الحقيقي ، كما أن التقدم الاستراتيجي المهم في العملية الأمنية على الأرض واعتقال قادة كبار من الجماعات المسلحة والممولة لها ، الأمر الذي أعطى انطباعا أن سورية سائرة في طريقها للحسم النهائي للازمة ، وبالتالي أسرع العرب في قبول رؤية سياسية تقبل بها سورية .
وعلى الصعيد الداخلي ، هناك تراجع كبير في أعداد المتظاهرين ورقم التظاهرات من جهة ، وما تشعر به القيادة السورية من تمكنها من السيطرة على الوضع أكثر من أي وقت مضى من جهة أخرى وبالتالي امتلاك زمام الأمور في الشارع ، وهنا لن تكون أي مشكلة مع تلبية مطالب الجامعة ، في إطلاق سراح المعتقلين غير المجرمين وسحب الوحدات العسكرية من داخل المدن .
وقال الدكتور بسام أبو عبدالله أستاذ العلاقات الدولية في جامعة دمشق في تصريح لموقع "عربي برس" "أولا إن سورية تؤمن بالعمل العربي المشترك ، وهذا أمر طرحته دائما ، كما انه يشكل مبدأ أساسي في العمل السوري الخارجي ، وإذا أخذنا بنود المبادرة العربية فلا أعتقد أن هناك أي سوري يعارض تلك البنود من حيث المبدأ ، أولا لأننا كسوريين ضد استخدام العنف ، لكن المقصود بالعنف هنا الجماعات المسلحة |، وخاصة وانه لأول مرة تقر اللجنة الوزارية العربية بوجود المسلحين ، وهم يدركون حجم السلاح الذي يتدفق إلى سورية من دول عربية وإقليمية ، ويمكن لهم أن يسألوا السلطات اللبنانية عن ذلك .
وفيما يتعلق بالجيش، يقول د.أبو عبدالله إن دوره يتمحور في منع العنف والهجوم على المنشات العامة والخاصة ، إذ سبق وهاجم المسلحين الكثير من المنشات مثل السكك الحديدية والمعامل والأمثلة كثيرة ، أما إذا أتينا إلى البند الثاني في الورقة وهو إطلاق سراح المعتقلين ، فقد سبق للرئيس بشار الأسد أن اصدر ثلاث قوانين عفو عام ، ومع ذلك اعتقد البعض ممن خرجوا من السجون ، أن ذلك يجعله يعود مرة أخرى لمخالفة القوانين ، ما يعني استمرا أعمال العنف ، بالطبع كل السوريين مع إطلاق أي معتقل لم يتورط بأعمال عنف أو بعمل مسلح أو تأمر على البلد .
وأضاف "د.أبو عبد الله " في ما يخص البنود الأخرى وهي سحب الآليات العسكرية من الأحياء السكنية ، وإفساح المجال أمام وسائل الإعلام العربية والعالمية في العمل على الأرض ، اعتقد أن في سورية الكثير من تلك الوسائل وكانت تغطي الإحداث ، إلا إن اعتقد البعض بأن تقوم تلك الوسائل بالتصرف كما يحلو لها فهذا أمر مرفوض حتى من المواطن السوري .
أخيرا في السياسة لا توجد أبواب مغلقة وأبواب مفتوحة ، أي أن كل الاحتمالات قائمة ، وكل شي ممكن إن يتغير .