جريدة السفير: الرئيس الأسد هو من وجه بنشر لوحات علي فرزات الناقدة في الصحافة
قضايا, i 8:18 م
قالت جريدة السفير في عددها الصادر اليوم 27/8/2011 إنه :"لا يمكن لرسام كاريكاتور أن يكون خطراً على الأمن القومي. الخطير هو من يضرب رساماً برقة علي فرزات وذكائه وطرافته. والخطير هو من يقدّم للعالم ذريعة لمهاجمة بلاده في محنتها الراهنة. هي اليد الخشنة الظلامية تواجه أنامل الفن لتزيد في تشويه صورة بلاد الحضارة العريقة في وقتها العصيب".
ويقول سامي كليب في مقال له في الصحيفة:"يعرف العرب كثيراً من رسوم علي فرزات، ولكن قلة منهم يعلمون أن للرجل قصة لافتة مع الرئيس بشار الأسد. جرى اللقاء الأول بينهما قبل وصول الأسد إلى الرئاسة. كان يزور مركزاً ثقافياً فرنسياً، وكان فرزات يعرض فيه رسوماً كاريكاتورية ناقدة بما فيها لأهل السلطة. هي رسوم كانت ممنوعة من النشر وجدت طريقها إلى المعارض، حيث عين الرقابة نادرة والأيادي الخشنة لا تعرف إليها سبيلاً. توقف الأسد عند إحداها، تمعن في اللوحة، أدرك أنها تعنيه. خاف فرزات، لكن سرعان ما فوجئ بالرئيس يضحك".
راح الرئيس الأسد يجول في المعرض، يتوقف عند الرسوم الناقدة لرجال الاستخبارات. يستدير إلى أحد هؤلاء من بين مرافقيه، يضحك ويقول: "هذه عنكم". يكمل الرئيس جولته، يتوقف أمام علي فرزات، يسأله ما إذا كانت رسومه هذه تنشر، يجيب الرسام بالنفي، فالرقابة تمنع كل ما ينتقد هيبة الدولة. يصافحه الرئيس ويطلب منه أن ينشرها، لا بل يتصل الرئيس الأسد نفسه بوزير الإعلام، وسرعان ما يكتشف السوريون أن رسوم علي فرزات الناقدة لكل شيء باتت تنشر في صحيفة "تشرين". زادت مبيعات الصحيفة. تنفَّس الناس.
كان ذلك اللقاء بين الرئيس الأسد وفرزات مقدمة لشيء من صداقة كادت تتعمّق. يؤكد رسام الكاريكاتور أن الرئيس الأسد كان يزوره في بيته أو معارضه ويشجعه.
علي فرزات رجل طريف ودمث. رافقته الطرافة منذ نعومة أظافره، وحين التقى فرزات بالرئيس الأسد اكتشف هو الآخر أن الرئيس يتمتع بروح النكتة حتى في أكثر الأوقات حراجة.
مهما رسم علي فرزات ومهما انتقد فهو يبقى أقل خطراً من الذين تسببوا في كسر يده وتشويه وجهه وتشويه صورة سورية. ومن مصلحة السلطات الكشف عن الفاعلين.
وفي نفس السياق فتحت وزارة الداخلية السورية تحقيقاً لمعرفة ملابسات الاعتداء الذي تعرض له رسام الكاريكاتور علي فرزات فجر الخميس الماضي في دمشق وللكشف عن منفذيه. وذكرت سانا "أن السلطات المختصة في وزارة الداخلية تقوم بعمليات البحث والتحري لمعرفة ملابسات الاعتداء والوصول إلى الفاعلين من أجل تقديمهم للعدالة".
وتعرض فرزات للضرب المبرح من قبل مجهولين اعترضوا سيارته وخطفوه فجر الخميس الماضي ما أدى إلى كسر أصابع يده اليسرى وأصابته بكدمات خصوصاً في الوجه واليدين ما استدعى نقله إلى المستشفى.