ما حقيقة مقولة: المازوت مقابل السلاح ؟
1:34 ص
تردد في الآونة الأخيرة لدى بعض الأوساط في شمال لبنان، مقولة: "المازوت مقابل السلاح"، خصوصاً بعد تراجع بيع مادة "المازوت" في منشأة طرابلس النفطية من 2.5 مليون ليتر إلى أقل من 400 ألف ليتر يومياً، إضافةً إلى عنصرٍ آخر أسهم في تعزيز هذه النظرية، وهو الشريط المصور الذي عرضه التلفزيون الرسمي السوري، الذي تضمن اعترافاتٍ لبعض الإرهابيين الذين ضبطهم الأمن خلال قيامهم بأعمال تخريبيةٍ، قالوا: "إن جزءاً من سلاحهم استقدم من لبنان، وبإسهام أحد النواب اللبنانيين".
وتزامن هذا بحسب صحيفة الثبات مع وجود العنصرين المذكورين، عودة عمليات تهريب "المازوت" من سورية إلى لبنان عبر القرى الحدودية، خصوصاً بعد بدء عملية الإصلاح التي أقرها الرئيس السوري بشار الأسد، وتضمنت تخفيض سعر صفيحة المازوت، التي تعتبر من السلع الاستهلاكية الأساسية لجميع قطاعات الشعب السوري من (مزارعين، وصناعيين، وسائقين).
فاستغل المهربون في لبنان وسورية هذه الإصلاحات، واعتبروها فرصة لتحقيق الأرباح الوفيرة، فقد وصل سعر صفيحة المازوت في القرى الحدودية إلى ما بين 18 إلى 20 ألف ليرة لبنانية، بينما يبلغ سعرها الرسمي نحو 33 ألف ليرة لبنانية، فهنا يظهر الهامش الكبير للتحقيق الأرباح.
وبالعودة إلى مقولة: "المازوت مقابل السلاح"، فقد ربطت أوساط شمالية بين ظاهرة انتشار السلاح في المناطق الحدودية السورية، وعودة عمليات تهريب المازوت إلى المناطق الحدودية اللبنانية، معتبرةً أن التيار المتهم بتصدير الإرهاب إلى سورية، وترويج الفتنة فيها، له حضور فاعل في المناطق الحدودية، إضافةً إلى ذلك، ظهور حركة فرار مطلوبين من سورية إلى لبنان، آخرها إيواء جريحين سوريين في مستشفى السلام في القبيات، دخلوا الأراضي اللبنانية بطريقة غير شرعية عبر القرى الحدودية، بمساعدة بعض أبناء هذه القرى، ما يؤكد التواصل بين المخربين في سورية، وتيارات سياسية لبنانية.
وسألت هذه الأوساط: لماذا هذا التزامن بين عودة تهريب المازوت، وبين ظاهرة تصدير الإرهاب إلى سورية؟ وما الذي يمنع المهرّب من تبادل السلاح بمادة المازوت؟ خصوصاً أن أسعار السلاح شهدت ارتفاعاً غير مسبوق، بحسب هذه الأوساط.
من جهةٍ ثانيةٍ، أكدت مصادر عليمة لـصحيفة "الثبات" أن عودة عمليات "التهريب" الكبيرة إلى القرى الحدودية الشمالية، لها بعد تجاري مادي ليس إلا، لافتة إلى أن المهربين وجدوا فرصةً هامة للتحقيق الأرباح الطائلة، بعد تخفيض الدولة السورية لهذه المادة، في الوقت الذي ترفع فيه أسعارها في لبنان.
واعتبرت أن سورية تشكل "سلة غذاءٍ" للقرى الحدودية الشمالية، التي يقصد أبناؤها المدن السورية لشراء احتياجاتهم اليومية من موادٍ غذائيةٍ، ودواء واستشفاء، بسبب فرق الأسعار الكبير بين لبنان وسورية.
ولم تنف هذه المصادر تهريب بعض السلاح إلى الداخل السوري بقصد الربح، مشيرة إلى أن بعض المهربين يقوم بمهمته دون أي خلفيات سياسية أو مذهبية، فيما من المؤكد أن البعض، وعددهم قليل، يقوم بهذه المهمة وكأنها واجب سياسي ومذهبي.
وفي انتظار ظهور نتائج التحقيقات التي تجريها السلطات السورية مع المتورطين في الحوادث الأخيرة، لكشف الجهات التي تقف خلفهم وتمولهم، لا يمكن لأحد تبني إحدى النظريتين.
في أي حال، تقول الصحيفة: من الواضح تماماً أن الحوادث الأمنية في سورية إلى انحسار، وأن الحياة الطبيعية بدأت تعود تدريجياً إلى كل المحافظات، وتشير معلومات صحفية إلى أن لدى الأجهزة الأمنية معلومات دقيقة وتفصيلية عن العملية الإرهابية المنظمة التي استهدفت الاستقرار العام في سورية، وقريباً "سيذوب الثلج ويظهر المرج".