ماذا فعل وفد السفارة الأميركية في الحدود الشمالية اللبنانية مع سورية؟
1:19 م
لأي هدف جال وفد السفارة الاميركية في المناطق الحدودية الشمالية وعند المعابر الحدودية برفقة بعض رؤساء البلديات؟
أكثر من علامة استفهام طرحتها الاحزاب والقوى الوطنية والاسلامية وهيئات وفاعليات شمالية حول اهداف الوفد الاميركي في ما أعتبره الوفد تفقدا للمعابر والأطمئنان على النازحين السوريين الذين وفدوا من تلكلخ الى اقربائهم في وادي خالد وبعض القرى اللبنانية الحدودية . السؤال الأبرز الذي طرحته بعض الاوساط السياسية المراقبة تمحور حول سر هذه الزيارة الاميركية الى الحدود الشمالية قبيل وصول مساعد وزيرة الخارجية الاميركية جيفري فيلتمان الى لبنان، ومدى الرابط بينهما حيث اعتبرت هذه الاوساط ان استهدافات الزيارة الى الحدود الشمالية كانت:
اولا، تفقد المعابر الحدودية الشرعية وغير الشرعية. ومراقبة الضفة السورية من النهر لتحديد مساحة انتشار الجيش السوري ومدى امساكه بالوضع الامني على الحدود.
ثانيا، كشف للحدود اللبنانية وامكانية نصب اجهزة رصد حساسة في نقاط يمكن حمايتها لمراقبة المنطقة السورية الحدودية وصولا الى الداخل السوري.
ثالثا، لقاء النازحين السوريين والاستماع منهم مباشرة لروايات وحكايات عن اسباب النزوح وكيفية تنفيذ الجيش السوري لعمليته العسكرية في تلكلخ.
رابعا، ولعله الاهم، مدى الاستفادة من هؤلاء النازحين وتوظيفهم في ما ترسمه الادارة الاميركية من مخطط لحصار سوريا عبر المعابر الشرعية وغير الشرعية ومدى انعكاس وجود هؤلاء النازحين على الواقع اللبناني وتأثر هذا الواقع في حال شهدت الساحة الشمالية ارتدادات للازمة السورية الداخلية.
هذه الاوساط أعربت عن استغرابها للصمت اللبناني الرسمي حيال زيارة هذا الوفد الذي جاء الى الحدود تحت غطاء انساني وبذريعة تفقده لأوضاع النازحين السوريين ودرس امكانيات مساعدتهم، فيما لوحظ مدى التركيز الجدي على دراسة المعابر الشرعية وغير الشرعية وأماكن تمركز الجيش السوري وكيفية عبور النازحين ومن ثم الاحتكاك جيدا بالنازحين السوريين وابداء التعاطف معهم رغم أن احداث عديدة شهدتها المناطق الحدودية وأن ألوف النازحين قد وفدوا الى عكار في اوضاع انسانية سيئة للغاية في حرب تموز ولم يشهد هؤلاء النازحون الرعاية والاهتمام التي لقيها النازحون السوريون الذين لم تتجاوز اعدادهم الخمسمئة إمرأة وطفل.
وتتساءل هذه الاوساط ايضا عن سر الاهتمام البالغ بالنازحين السوريين فيما لم يلق العمال السوريون والباصات والسيارات السورية التي لطالما تعرضت لأبشع انواع الاعتداءات في السنوات التي تلت العام 2005 وذهب ضحيتها العديد من الضحايا السوريين قتلى وجرحى دون أن تنبس السفارة الاميركية او السفارات الاوروبية ببنت شفة دفاعا عن العمال والمواطنين السوريين الذين كانوا يعبرون للعمل في لبنان والكثير من هؤلاء شهد اعتداءات تعتبر جرائم انسانية بكل ما في الكلمة من معنى.
مصادر مطلعة اشارت الى أن الوفد الاميركي أعد خلال جولته دراسات حول تداعيات الاحداث السورية على الساحة اللبنانية ومدى امتداد هذه الاحداث الى لبنان وبخاصة الى الساحة الشمالية حيث بدأت ملامح هذه التداعيات تظهر بسجالات لها منحى مذهبي خطير قد يؤدي الى إندلاع فتنة تكون شرارتها في طرابلس ، لكنها لن تستقر في الشمال انما ستشمل كل لبنان وصولا الى المنطقة العربية بكاملها،ومؤشرات ذلك ما يحصل حاليا من خلال بعض المنابر في مساجد طرابلس وبعد هروب مجموعات من بانياس وتلكلخ واحتضانها في بعض أحياء طرابلس وبعض قرى عكار حسب قول مصادر سياسية شمالية متابعة.
هذه المصادر رأت لو أن السلطات اللبنانية تأخذ دورها في وضع حد لتجوال موظفي السفارات الاجنبية في المناطق اللبنانية وخاصة في المناطق الحدودية واعتبار هذا التجوال وتوجيه اسئلة لمواطنين لبنانيين او للنازحين بمثابة خرق للسيادة اللبنانية وتدخل في شؤون داخلية وكأن لبنان واقع تحت الوصاية الاجنبية وتحت سيطرة السفارات الاجنبية وعلى رأسها السفارة الامريكية حسب رأي هذه المصادر.
على صعيد اخر يمكن الاشارة الى بدء عودة النازحين الى تلكلخ حيث سجلت عودة عشرات العائلات فيما عائلات اخرى لم تستطع العودة حتى الان بعد اجراءات اتخذها الجيش السوري على طول الحدود واغلاقه لكافة المعابر غير الشرعية بشكل محكم وذلك افساحا في المجال لعودة العائلات النازحة عبر معبر جسر قمار الرسمي الامر الذي شكل ارباكا لدى العائلات التي دخلت الاراضي اللبنانية بطريقة غير شرعية عبر معابر غير معترف بها وعبر النهر الكبير الجنوبي، دون ان تحمل وثائق رسمية تشير الى هويتهم او خروجهم من سوريا.