المعارضة و الحريري وتعويلها على التدخل الخارجي في سوريا و طلب قطر بزيارة سوريا يرفض


شوكوماكو

يعول الكثير من الأطراف السورية المعارضة في الداخل والخارج على تدخل عسكري غربي في سورية على غرار الذي يحدث حاليا في ليبيا وما حدث سابقا في العراق. هذا الموقف أبلغ رسميا لكل من الولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا، وبشكل تمنيات من قبل جماعات محسوبة على (فريد الغادري) وعلى (إعلان دمشق في الخارج).
الكلام هذا ننقله عن مصدر أكاديمي فرنسي فضّل عدم الكشف عن هويته. وهذا الموقف المطالب بالتدخل الخارجي يتلاقى مع رغبة سعودية قديمة في التدخل ضد سورية عسكرياً كان أبلغه مسؤولون سعوديون مرات عديدة لجهات غربية وفرنسية. ويبدو بحسب الأكاديمي الفرنسي أن هذا الطلب لا يقابل باعتراض من جماعة الإخوان المسلمين في سورية كما يردد (عبد الحليم خدام) في اتصالاته مع جهات في الغرب والتي عاد إليها النشاط بعد مدة من العزلة والإحباط.
غير أن هذه الرغبة تصطدم بواقع صعب بالنسبة للغرب، خصوصاً في الحالة السورية التي تختلف عن غيرها من الحالات العربية لعدة أسباب هي:
أ – عدم ارتهان النظام في سورية للولايات المتحدة الأميركية التي دخل معها في صراعات مباشرة وغير مباشرة طيلة السنوات الماضية في العراق، ولبنان، وفلسطين، على عكس أنظمة الرئيسين المخلوعين (حسني مبارك) و(زين العابدين بن علي) والرئيس اليمني (علي عبد الله صالح).
ب – تورط الغرب عسكرياً بشكل سيء في العراق وأفغانستان، وظهور بوادر التعثر في ليبيا رغم ضعف الحالة الليبية مقارنة مع سورية، وعدم الاستعداد الغربي للدخول في صراع جديد غير مضمون النتائج.
ج – وجود سورية ضمن منظومة حلف في المنطقة حقق انتصارات كبيرة في الصراع الدائر منذ الغزو الأميركي للعراق.
د – حاجة الولايات المتحدة لسورية في العراق وعدم الاستعداد الأميركي لفوضى ثانية على مقربة من الجيش الأميركي المنهك أصلا في بلاد الرافدين.
ه – إمكانية أن تقوم سورية بتحويل وجهة الصراع إلى حرب مع إسرائيل في حال استشعرت خطر تدخل أطلسي ما يعطي النظام في دمشق تأييدا شعبيا كبيرا في العالمين العربي والإسلامي.
و – حتمية الاصطدام بالرفض الروسي والصيني في مجلس الأمن نظرا لاختلاف الحالة السورية جذريا في أهميتها لروسيا عن ليبيا.
ز – الموقف التركي الخائف من الفوضى في سورية نظرا لتشابه التركيبة الإثنية والطائفية بين البلدين.
يلاحظ في النقطة الأخيرة تغير جذري في موقف رئيس الوزراء التركي (رجب طيب أردوغان) جاء بعد تصريح مستشارة الرئيس السوري (بثينة شعبان) والذي قالت فيه إن سورية تتعرض لاستهداف طائفي. فبعدما كان موقف تركيا مساءً يقول بالمراقبة عن كثب للأحداث، تحول إلى تأييد للنظام في سورية، وهنا كان تأثير العوامل الثلاثة الكردية، والعلوية، والسنية، وتداخلاتها بين البلدين.
في احتمال التدخل العسكري الأجنبي يقول جيرار بابت - النائب عن الحزب الاشتراكي ورئيس لجنة الصداقة السورية الفرنسية في البرلمان الفرنسي ، إنه لا تدخل عسكرياً غربياً في سورية. "الوضع ليس خطيرا حاليا، والتدخلات العسكرية الغربية تبحث عن الأماكن السهلة في أفريقيا، العربية والسوداء. فالعام 2012 هو عام انتخابات رئاسية في كل من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وإسبانيا، والدول الثلاث مشاركة في التدخل العسكري الأطلسي في ليبيا. وقد استفاد كل من الرئيس (باراك اوباما) ونظيره (نيكولا ساركوزي) في استطلاعات الرأي من الحرب على ليبيا، وهي باعتراف الجميع في فرنسا من عسكريين وخبراء في الشأن العسكري والسياسي، حرب سهلة ضد دولة صغيرة بعدد سكانها ونظام ليس له تأييد يذكر في العالم العربي، ورغم ذلك تتعثر العملية مالياً، وسياسياً، وعسكرياً، ولولا تعهد قطر والإمارات بدفع كامل تكاليف الحرب، لما كنا رأينا طائرات الحلف الأطلسي تقصف قوات القذافي".
أما العقيد السابق في الجيش الفرنسي والمستشار العسكري السابق لدى رئاسة الحكومة الفرنسية (آلان كورفيس) فيقول إن الوضع في سورية صعب ومعقد. النظام في دمشق أعطى وهو يعد بالمزيد، قال مصدر فرنسي، مضيفا أن استمرار المحافظين الجدد من المعارضة السورية في تصلبهم المستورد سعودياً، لن يؤدي إلا إلى سفك دماء سورية في معركة تخريب لأهم بلد في منطقة الشرق الوسط. إنها معركة خاسرة بكل المعايير ختم المصدر كلامه.

لماذا كشف معارضون سوريون عن دور تيار المستقبل في إدخال السلاح إلى سورية؟
الذي لا يمكن لتيار المستقبل وأبواقه الإعلامية تكذيبه هو أن تقوم جهات في المعارضة السورية، لعبت وتلعب دورا كبيراً في الأحداث السورية الحالية بالكشف للعلن عن دور تخريبي لسعد الحريري وجماعته في سورية عبر إرسال السلاح للجار اللبناني واللعب على الوتر الطائفي والزج بالمقاومة في لبنان في الأحداث عبر تصريحات شخصيتين سوريتين من المعروف اعتمادهما على أموال الحريري في معيشتهما .
من حق من تآمر من تيار المستقبل أن لا يصدق ما يقرأ، ولكن هذه هي الحقيقة واضحة. فالذين عرض عليهم السلاح يكشفون هذا من باريس، بعيدا عن دمشق وسلطتها وأجهزتها، ولا يمكن لأحد في العالم أن يشكك في خصومتهم مع الحكم في سورية ومنذ سنوات طويلة.
وكأن فضيحة عرض السلاح وإدخاله لسورية لم تكف هذه المجموعة المتآمرة والخطرة على الأمن القومي اللبناني أولا وقبل كل شي، فانغمست بحماقاتها وتخبطها السياسي في فضيحة ثانية عبر إرسال بعض متسكعيها اللبنانيين والمعروفين بدفاعهم عن إسرائيل في الأروقة الفرنسية إلى معارضين سوريين يحتجون لديهم بلهجة فيها تهديد عن الكشف عن كميات التسليح والتمويل التي تم عرضها..

لماذا كشف معارضون سوريون عن عروض من مقربين من الحريري بادخال السلاح الى درعا وباقي المدن السورية؟
يقول الناشط في مجال حقوق الإنسان الدكتور هيثم مناع، أنه تقصد نشر الخبر وعبر موقع المنار الإلكتروني حفاظا على سلمية التحركات الشعبية في سورية، ويضيف أنه أبلغ سوريين سألوه عن سبب كشفه المستور وعبر موقع لبناني، أنه "رد على هؤلاء بالقول إن أية عملية تسلح للتحركات في سورية هي عملية خاسرة سلفاً"، وهو إنما فعل ذلك "للحفاظ على أرواح السوريين وتجنبا لفتنة طائفية أراد من اتقتها في لبنان أن يرسلها لسورية. لقد أردت تعريَتهم وسوف أعرّي كل من يحاول اللعب على الوتر الطائفي في سورية وعلى عسكرة الاحتجاجات لأنها انتحار بكل المقاييس."

ولا تبدو أخبار إدخال السلاح لسورية غريبة ومستهجنة من قبل ناشطين سوريين في باريس وبعضهم يؤكد علمه بوجود مخازن أسلحة في منطقة بانياس منذ وقت طويل، والبعض الآخر يقول إن ما يرويه الإعلام الرسمي السوري صحيح في هذا المجال، خصوصاً في الساحل السوري حيث شهدت مدينة اللاذقية منذ أسبوعين اشتباكات مسلحة.
البعض يقلب يديه عندما تصله أخبار تودد النظام في الأردن لسورية، أو سعي وزير خارجية قطر للقاء الرئيس السوري دون جدوى ويقول: "أليس الأول من مرت الأسلحة وهواتف الثريا عبر حدوده، أو ليس الثاني من لعب دورا في التحريض عبر إعلامه وخطبة القرضاوي العنيفة ؟"
في بعض جلسات النقاش يقول أحد المتحمسين لما يجري حاليا في سورية إن "الجميع يعلم أن الحريري وكيل وليس أصيل في عروضه التمويلية والتسليحية، فثمة من وراءه لا يريد مواجهة سورية مباشرة أوكل للحريري هذه المهمة".

أخبار ذات صلة



0 التعليقات for المعارضة و الحريري وتعويلها على التدخل الخارجي في سوريا و طلب قطر بزيارة سوريا يرفض

إرسال تعليق

أدخل بريدك واشترك معنا بالنشرة الإخبارية:


.

syria a2z news (c) 2011 All Rights Reserved