حرب شائعات إعلامية...قتــلى وجـرحى...ســوريــة تنــزف


من أين نبدأ بتغطية أحداث سورية؟ بالحرب الإعلامية التي تدور بين فضائياتنا المحلية والفضائيات التي تستهدف سورية قيادة وشعباً، أم من الشائعات التي تتسارع في كل مكان من مختلف أرجاء سورية؟
في الماضي كنا ننادي بالحوار وصناديق الاقتراع والأحزاب السياسية، اليوم هناك من قرر أن لا حل في سورية سوى التظاهر والقتل والتشييع والإرهاب.
وكالات أنباء تنشر أخباراً، وبورصة الأرقام تتاجر بدماء السوريين، فمرة 40 قتيلاً ومرة 200 وللمتواضعين 80 ولوكالة الأنباء الرسمية «8 وعدد من الإصابات»، والجديد في كل الأخبار وجود نشطاء حقوقيين يرفضون الإعلان عن أسمائهم لكنهم على دراية تامة بعدد الذين قتلوا في كل المحافظات ويتحدثون باسمهم، ويبقى الخبر اليقين عند أهالي الشهداء وحدهم الذين فقدوا أحباءهم وإخوانهم.
الخبر المؤكد أن التظاهر لم يعد من أجل الإصلاح، والمؤكد أيضاً وجود مجموعات مسلحة في مختلف المناطق السورية تقنص وتقتل، وهناك من يدمر ويخرب ويحرق الممتلكات العامة ويقطع الطرق.
والمؤكد أيضاً والذي لا تبرزه وسائل الإعلام هو أن القتلى من الطرفين أي من بين الأمن والمتظاهرين، وأن هناك من يستفز الأمن والجيش ويبحث عن مواجهة في تنسيق مع أصوات تطالب بتدخل دولي لحماية المدنيين السوريين العزل!
لا نملك معلومات كثيرة لنقدمها، لكن نملك وقائع وحقائق ونرفض المقولة الوحيدة التي تبث على كل الفضائيات ووكالات الأنباء أن «قوات الأمن تقتل المتظاهرين السلميين»، لأننا على يقين أن الأمر ليس بهذه البساطة والسذاجة، ولأن المؤكد أيضاًأن هناك هجمات نفذت على الأمن والجيش وهناك شهداء وتم نشر أسمائهم وتشييع جثامينهم.
هناك سيارات تقل مسلحين وتجول وتفتح النار وتقتل، لكن من هم؟ وماذا يريدون؟ ما أهدافهم؟ اللـه أعلم؟
المؤكد أيضاً أن الجيش أقام عدة حواجز ونقاط تفتيش على مداخل دمشق ومخارج المحافظات التي شهدت أحداثاً عنيفة ويفرض حضوره بقوة ويمنع الدخول أو الخروج لمن لا عمل له خارج محافظته.
والمؤكد أيضاً أن مواجهات حصلت في محافظة حمص بين الجيش ومسلحين.
بلا شك نحن أمام أيام صعبة وحرب إعلامية وحرب شائعات قد لا تنتهي في ظل غياب تام للمعلومات الدقيقة، نحن أمام مرحلة من التحريض الطائفي والمناطقي لم تعرفه سورية سابقاً، ولم تعد التوعية كافية لأنه من الواضح أن هناك من لا يريد أن يعي وهو رافض لكل الحلول وماض في مشروع تخريب سورية حتى النهاية.
حول العالم، هناك من بدأ يتحرك لإدانة سورية رسمياً، فتصريح من هنا وآخر من هناك، ويبدو وكأن العالم ينتظر خبر اشتباك الجيش مع المتظاهرين التحرك على غرار ليبيا، وفي المقابل هناك من يعمل على الأرض لاستفزاز الجيش وجره نحو المواجهة.
نحن بحاجة اليوم إلى وقف مسلسل فوضى يوم الجمعة، إن لم يكن من أجل وطننا فليكن من أجل أبنائنا والأجيال القادمة.
وأمام ما يحصل وما نشاهده من أفلام وصور مفبركة وغير مفبركة وأمام كل هذه الشائعات والأخبار، يمكننا أن نؤكد حقيقة راسخة أن سورية تراجعت خلال الأيام الماضية نتيجة هذه الفوضى إلى عصور تشبه عصور الجاهلية، بدلاً من أن ترتقي إلى عصر الحضارة الذي يليق بكل سوري ويتطلع إليه وعمل من أجله على مدار السنوات العشر الماضية، ودخلنا الآن مرحلة من تاريخنا سيكون الخاسر الوحيد فيها «سورية» وهذا ما بات يردده كل السوريين المتمسكين بوحدتهم الوطنية وأرضهم وتاريخهم العريق.
هل نطالب المتظاهرين بالتوقف؟ هل نطالب محرضي الفتنة بالتوقف؟ هل ننزل إلى الشارع نحن أيضاً لنطالب بحقنا برؤية سورية آمنة مستقرة؟ ونحن أغلبية عظمى.
كلها أسئلة لن تجد أجوبة ما دامت لغة السلاح من الطرفين هي التي تتحدث، رحم اللـه كل شهداء سورية وحمى اللـه هذا البلد.

أخبار ذات صلة



0 التعليقات for حرب شائعات إعلامية...قتــلى وجـرحى...ســوريــة تنــزف

إرسال تعليق

أدخل بريدك واشترك معنا بالنشرة الإخبارية:


.

syria a2z news (c) 2011 All Rights Reserved